وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 153
نمايش فراداده

و هذه الأقسام الثلاثة كلّها جائزة،و يجب على الناذر الوفاء بنذره إذا قُضِيَتْ حاجته.

و قد مَدح اللّه تعالى الإمامَ عليّاً و فاطمة و الحسن و الحسين ـ صلوات اللّه عليهم ـ و قال:

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ...)(1).

أيّها القارئ الكريم: إنّ النذر سُنَّة معروفة بين كافّة المسلمين في العالَم كلّه، و خاصّة في البلاد الّتي تحتضن قبور أولياء اللّه و عباده الصالحين.

و قد تعارف بين المسلمين النذر للّه و إهداء ثوابه لأحد أولياء اللّه و عباده الصالحين.

حتى جاء «ابن تيميّة» فزعم حرمة ذلك و شنَّ الهجوم على المسلمين ـ وقال:

«مَن نَذر شيئاً للنبي أو غيره من النبيّين و الأولياء من أهل القبور، أو ذَبَح ذبيحة، كان كالمشركين الذين يذبحون لأوثانهم و ينذرون لها، فهو عابدٌ لغير اللّه، فيكون بذلك كافراً».(2)

ثم جاء محمّد بن عبدالوهّاب ـ بعد اربعة قرون تقريباً ـ فجعل يتكلم بكلام سَلَفه، و يُحيي بِدَعه و مفترياته.

لقد جهلا ـ أو تجاهَلا ـ أنّ المقياس العامٌ هو القصد و النيَّة القلبيّة ـ فـ «الأعمال بالنيّات».

1. الإنسان: 7.2. فرقان القرآن: 132، نقلا عن ابن تيميّة.