المعروفة أوّلا ثم يوافق على دخولهم في الاسلام، بل كان يكفي تشهّدهم للشهادتين، ولو كانت هذه العادات محرَّمة و عبادة لتلك الشخصيّات لاشترط عليهم البراءة و التخلّي من كلّ ما لديهم من عادات و تقاليد، ثم الدخول في الإسلام، و لم يكن الأمر كذلك.
إنّ النبىّ عيسى ـ عليه السلام ـ سأل ربّه أن يُنزل عليه مائدة من السماء، و يَعتبر يوم نزولها عيداً له و لأصحابه.
يقول القرآن الكريم ـ عن لسان عيسى ـ :
(... رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عيداً لاَِوَّلِنا و آخِرِنا وَ آيَةً مِنْكَ وَ ارْزُقْنا وَ أنْتَ خَيْرُ الرّازِقينَ)(1).
فهل ـ يا ترى ـ أنّ شخصيّة الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أقلّ شأناً من تلك المائدة الّتي اتخذ المسيح يوم نزولها عيداً؟!!
إذا كان اتخاذ ذلك اليوم عيداً لكون المائدة آية إلهية و معجزة سماوية... أليس نبىّ الإسلام أكبر آية إلْهية و معجزة القرون و العصور؟!
تَبّاً و بُعداً لقوم يوافقون على اتخاذ يوم نزول المائدة السماوية ـ الّتي لم يكن لها شأن سوى إشباع البطون الجائعة ـ عيداً، و لكنّهم يُهملون يوم نزول القرآن على رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و يوم مبعثه الشريف، بل و يعتبرون الاحتفال به بدعة و حراماً!!
1. المائدة: 114.