وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و قام بزيارة قبور ذي القربى و أقام تلك المجالس عند مراقدهم... أَلا يحكم العقلاء و أهل البصيرة و الدين بأنّه يؤدّي فريضة «المودَّة في القربى»؟!إلاّ أنْ يقول الوهّابيّون: إنّ الواجب هو كتمان المودَّة في النفوس و عدم إبرازها بأىّ وجه ممّا هو ثابت البطلان!!لقد شهد عصر النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و ما بعده من العصور الّتي عاشت تغييراً في العقائد و تحوّلا في الأفكار ـ شهد إقبالا عظيماً من الشعوب و الأُمم المختلفة تجاه الإسلام، حتى قال تعالى:(... وَ رَأَيْتَ النّاسَ يَدْخُلُونَ فى دينِ اللّهِ أفْواجاً)(1).و كان الإسلام يحتضنهم و يكتفي منهم ـ في البداية ـ بالشهادتين، مع محافظتهم على ثقافتهم و آدابهم و تقاليدهم، و لم يعمل النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و من جاء من بعده، على فرض الرقابة على عادات الشعوب و تقاليدها، و صَهْرها في بوتقة واحدة.إنّ احترام كبار الشخصيّات و إقامة مجالس العزاء في ذكريات وفاتهم، و الاجتماع عند مراقدهم، و إظهار الحبِّ و المودَّة لهم... كلّ ذلك كان و لا يزال أمراً متداولا لدى كافة الشعوب في العالَم كلّه.و في عصرنا الحاضر... ترى الشعوب الشرقية و الغربية تقف ساعات طويلة في الانتظار لزيارة الأجساد المحنَّطة لزعمائها و قبور قادتها القدامى، و يذرفون دموع الشوق بجوارها، و يعتبرون ذلك نوعاً من الاحترام و التقدير.و لم يُعهد من النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أن يجري تحقيقاً عن عقائد الناس و آدابهم