قال سبحانه: (وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ)(1).
إنّ إقامة المجالس و الاحتفالات هي نوع من رفْع الذِّكر، و المسلمون لا يهدفون من الاحتفال بميلاد النبىّ و مبعثه و غير ذلك من المناسبات الدينية سوى رفع ذِكره و ذِكر أهل بيته الأطهار ـ عليهم السلام ـ .
فلماذا لا نقتدي بالقرآن؟!
أليس القرآن قدوة و أُسوة لنا؟!
هذا... و ليس لأحد أنّ يقول: «إنّ رفع ذِكره ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ خاصّ باللّه سبحانه و لا يشمل غيره» لأنّ ذلك يشبه أنّ يقول: إنّ نصْر النبىّ خاصّ باللّه سبحانه و لا يجوز لأحد من المسلمين أن ينصره و قد قال تعالى:
(وَ يَنْصُرَكَ اللّهُ نَصْراً عَزيزاً)(2).
و لعلّ الهدف من هذه الآيات هو دعوة المسلمين إلى نصر النبىّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ و تخليد ذكراه و إحياء اسمه و رسمه .
و العجب من هؤلاء الوهّابيّين... كيف يُحرّمون الاحتفال بمولد النبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ذلك النبىّ الّذي أسدى إلى البشرية عامّة أعظم العطاء الزاخر الدائم، و يعدُّون الاحتفاء به و الاحتفال بميلاده شركاً، ولكنهم يقيمون الاحتفالات الضخمة تشييداً
1. الانشراح: 4.2. الفتح: 3.