وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 179
نمايش فراداده

و الأُستاذ الفذّ الشيخ علي الأحمدي في كتابه القيّم «التبرُّك»» و قد استقصى فيه المؤلّف كلَّ ما ورد حول التبرُّك، و الكتاب يُعتبر من حسنات العصر.

فماذا تقول الوهّابيّة تجاه هذه الأحاديث المتواترة لفظاً و معنىً؟!

و ما هو موقفهم من هذه الحقيقة الساطعة؟!

و لماذا هذه الضجّة العمياء الّتي تثيرها حول التبرّك بضريح رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و الّذي جرت عليه سيرة السلّف من الصحابة و التابعين، دون أن يَرَوا أىّ استنكار أو استقباح أو منع أو تحريم من النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أو مَن حوله من الصحابة؟!

ولماذا لا يتركون المسلمين ليُقبّلوا ضريح رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و يتبرّكوا به، و يُعبّروا عن مشاعرهم وعواطفهم تجاه نبىّ اللّه؟!

أفلا يعلمون أنّ النهي عن التبرّك بالضريح النبوىّ الطاهر و آثار رسول اللّه كان من دأب الأُمويّين لا سيّما مروان الّذي لعنه رسولُ اللّه؟!

10ـ هلم معي نقرأ ما يرويه الحاكم في المستدرك عن داود بن صالح، قال:

«أقبل مروان يوماً فوجد رجلا واضعاً وجهه على القبر، فأخذ برقبته ثم قال: هل تدري ما تصنع؟

فأقبل عليه فاذا هو أبو أيّوب الأنصاري فقال: نَعم إنّي لم آت الحَجَر، إنما جئتُ رسولَ اللّه و لم آت الحَجَر، سمعتُ رسولَ اللّه يقول: لا تبكوا على الدين إذا وليَه أهلُه، ولكن ابكوا على الدين إذا وَليَه غيرُ أهله»(1).

1. مستدرك الصحيحين: 4/515.