وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
«عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبدالقارئ أنّه نظر إلى ابن عمر و قد وضع يده على مقعد المنبر حيث كان النبىّ يجلس عليه، ثم وضعها على وجهه»(1).9ـ كما كانوا يستشفون بقبره الشريف:«روي عن أميرالمؤمنين علىّ [ ـ عليه السلام ـ ] أنّه قال: إنّ أعرابياً قَدِم علينا بعد ما دفنّا رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه [ و آله ] و سلّم ـ بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر النبىّ، وحثا من ترابه على رأسه و قال: يا رسول اللّه قلتَ فسمِعنا قولك، و وَعيتَ عن اللّه سبحانه فوَعينا عنك، و كان فيما أنزل اللّه عليك: (و لَوْ أنَّهم إِذْ ظَلَموا أنفُسَهُمْ جاءُوكَ...) و قد ظلمتُ وجئتك تستغفرلي. فنودي من القبر: قد غُفرلك»(2).و الخلاصة: أنّ من يراجع كتب الصحاح و السنن و المسانيد و التواريخ، يرى أنّ الصحابة و التابعين كانوا يتبرّكون بكلّ ما يرتبط بالنبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و يستشفعون بقبره، وبوضع الخدِّ عليه، و شمّ ترتبه، والبكاء عنده، بل و التبرّك بعصاه و ملابسه، و الصلاة في الأماكن الّتي صلّى فيها النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أو مشى فيها.و هذه الروايات على حدٍّ من الكثرة و التواتر بحيث يستحيل عند العقل أن تكون موضوعة ومجعولة، و كيف تكون كذلك و قد رواها الشيخان: البخاري و مسلم، و غيرهما من أعلام الحديث.؟!!و قد قام بجمع هذه الروايات و توضيحها مع ذكر مصادرها الفاضلان المحقّقان:الأُستاذ الشيخ محمّد طاهر مكّي في كتابه «تبرّك الصحابة بآثار رسول اللّه».