وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 202
نمايش فراداده

3ـ طلب قضاء الحوائج من قادة الدين.

4ـ تكريم صاحب القبر و تعظيمه.

5ـ الاستعانة بالنبىّ الأكرم، و غيره.

فهم يقولون: إنّ الشفاعة من أفعال اللّه، و كذلك الشفاء منه سبحانه، فطلب أحدهما من غيره يؤدّي إلى عبادته.

ما هي «أفعال اللّه تعالى»؟

نحن ـ في نظرة سريعة ـ نُقدّم بحثاً موجزاً عن أفعال اللّه و معناها، كي يتّضح الموضوع... فنقول: إذا كان الّذي يقوم بالشفاعة و الشفاء يقوم بهما بقدرته الشخصيّة و بإرادته المستقلّة، من دون أن يكون قد اكتسب حقَّ الشفاعة من أحد، و من دون اعتماد على قدرة تتفوَّق عليه، فهذا من أفعال اللّه الخاصّة به سبحانه، و الاستشفاع بأحد بهذا ـ الاعتقاد ـ معناه الإيمان بربوبيّته وإلوهيَّته. أمّا لو كان الاستشفاع و الاستشفاء مجرداً و خالياً من هذا الاعتقاد، بأن يستشفع الإنسان بمن يعتقد بعبوديَّته للّه، و أنه يتصرَّف بالاستعانة بقدرة اللّه تعالى و إذن منه سبحانه، فهذا الاستشفاع و الاستشفاء لا يلازم الاعتقاد بالإلوهيَّة والربوبيَّة، و لا هو طلبُ فعل اللّه من غير اللّه. يقول القرآن الكريم عن لسان النبىّ عيسى ـ عليه السلام ـ : (...وَ أُبْرِئُ الأكمه و الاَْبْرَصَ وَ أُحيِى الْموْتى بِإِذْنِ اللّهِ...)(1). و نفس هذا التوضيح يأتي بالنسبة إلى طلب قضاء الحاجة من أحد أولياء اللّه أوالاستعانة به، فطلب قضاء الحاجة له صورتان: 1. آل عمران: 49.