وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
1ـ الطلب من العبد ـ مع الاعتقاد بقدرته المستقلَّة ـ فهذا عبادة.2ـ الطلب من العبد ـ مع الاعتقاد بعبوديَّته للّه و استمداده منه سبحانه ـ فهذا لا يرتبط بالعبادة أبداً.إنّ هذا التوضيح ليس فقط الحدّ الفاصل بين العبادة و غيرها، بالنسبة إلى هذه الأفعال، بل هو قاعدة عامّة تفصل بين التوحيد و الشرك في كلّ المؤثّرات و الأسباب.إنّ الاعتقاد بتأثير «الاسپرين» ـ مثلا ـ في تسكين الآلام، إذا كان نابعاً من قدرته المستقلة في ذلك، و أنه لا يرتبط بقدرة أعلى ـ و هي اللّه تعالى ـ فهذا معناه الاعتقاد بإلوهيَّته، أمّا الاعتقاد بأنّ اللّه تعالى هو الّذي جعل هذا الأَثر في الاسپرين، و أنَّ هذا الدواء ليس إلاّ سبباً لتسكين الآلام، و أنه لا يُسكّن الألم إلاّ بإذن اللّه، فإنّ هذا الاعتقاد نابع من التوحيد ذاته، لأنّه «لا مؤثِّر في الوجود إلاّ هو».و لهذا قلنا: إنَّ حسْم الخلافات يتوقّف على تحديد معنى «العبادة» و فرز التوحيد من الشرك، و أفعالِ اللّه من غيرها، و الإلوهيَّة من العبوديّة.و قد سبقت الإشارة إلى أنّ عرب الجاهليّة كانوا يعتقدون ذلك الاعتقاد الخاطئ، بأنّ الأصنام هي الّتي تدير بعض شؤون الكون إدارة مستقلَّة و تملك الشفاعة و غيرها، و هذا هو الّذي صيَّرهم مشركين.هذا... و لزيادة في التفصيل راجع الكتب التالية:1ـ معالم التوحيد في القرآن الكريم.2ـ التوحيد و الشرك في القرآن الكريم.