إنّ قدرة الأنبياء و الأئمة ـ عليهم السلام ـ على شفاء المريض و القيام بأعمال استثنائية لا تُنافي أن يكون اللّه هو السبب الحقيقي و العلَّة الأساسية لها، و ذلك بأن مَنَحهم القدرة على التصرُّف في الكون ـ بإذنه تعالى ـ عند الحاجة والمصلحة.
و الجدير بالذكر أنّ في القرآن الحكيم آيات تصرّح بأنّ الناس كانوا يراجعون الأنبياء ـ و غير الأنبياء أيضاً ـ كي يقوموا بأعمال استثنائية خارقة للعادة الطبيعيّة.
و إليك بعض تلك الآيات:
(...وَ أَوْحَيْنا اِلى مُوسى إِذِ اسْتَسقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ...)(1).
يدلّ ظاهر هذه الآية على أنّ بني إسرائيل طلبوا من النبىّ موسى ـ عليه السلام ـ في وقت الجفاف وعدم توفّر الماء أن يهيّئ لهم الماء بالطُّرق الغيبية و المعجزة، لا بالأسباب المادّية الطبيعية.
و ترى واضحاً ـ في الآية ـ أنّ بني إسرائيل لم يطلبوا من النبىّ موسى أن يدعو اللّه و يسأله توفير الماء بل طلبوا منه أن يوفّر لهم الماء فجأةً و من دون سبب مادّي، و لهذا أمره اللّه بأن يضرب بعصاه الحَجر كي ينفجر منه الماء، بطريقة إعجازيَّة، قال سبحانه:
(...فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً...)(2).
و أوضح من هذه الآية هي الآية الّتي تحكي قصّة النبىّ سليمان ـ عليه السلام ـ عند
1. الأعراف: 160.2. البقرة: 60.