وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
(...قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ شِفاءٌ لِما في الصُّدُورِ...)(1).و السؤال الآن: ما هو وجه الجمع و التوافق بين هذه الآيات؟الجواب: إنّ النظر الصائب في الجمع بين هاتين المجموعتين من الآيات ـ الّتي تجعل الشفاء من اختصاص اللّه تعالى، و تثبته للعسل و القرآن و المواعظ الإلهية ـ هو أنّ اللّه سبحانه مُؤثِّرٌ في الأشياء بالاستقلال، و معتمدٌ على ذاته المقدَّسة في الأُمور كلّها، بينما العسل و القرآن و المواعظ الإلهية تترك تأثيرها في الأشياء بإذن اللّه و إرادته سبحانه.إنّ النظرة الإسلامية ـ إلى الكون و الحياة ـ تَعتبر جميع العوامل و المؤثّرات تابعة لإرادة اللّه و قادرة على التأثير بإذنه سبحانه، و أنّ العلل و الأسباب لا تملك أدنى استقلال لها أبداً من دون فرق بين الأسباب الطبيعية و الروحية.و على هذا الأساس فلا مانع ـ على ضوء القرآن و العقل ـ أن يمنح اللّه ـ الّذي جعل الشفاء في العسل و الأدوية النباتية و الكيمياوية ـ أن يمنح نفس تلك القدرة للأنبياء و الأئمة ـ عليهم السلام ـ .انظر إلى المرتاضين(2) كيف يتمكَّنون من بعض التصرّفات الغريبة، فما المانع من أن يتفضَّل اللّه على الأنبياء و الأئمة ـ عليهم السلام ـ بقدرة الإشفاء، و يجعلهم قادرين على القيام بأعمال محيِّرة للعقول و خارقة للأسباب المادّية و الطبيعية؟!