وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 262
نمايش فراداده

(أم اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ شُفَعاءَ قُلْ أَوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَ لا يَعقِلُونَ * قُلْ لِلّهِ الشَّفاعَةُ جَميعاً...)(1).

و وجه الاستدلال بهذه الآية هو تصريحها باختصاص الشفاعة باللّه سبحانه.

إذن: ماذا يعني طلب الشفاعة من غير اللّه؟

الجواب:

ليس معنى قوله تعالى: (للّه الشفاعة جميعاً) أنّ الشفاعة خاصّة باللّه و لا يحقّ لغيره أن يشفع، لأنّه لا شكّ أنّ اللّه لا يشفع لأحد عند آخر، بل يعني أنّه تعالى مالكُ أصل الشفاعة لا الأصنام، و ذلك لأنّ الشفيع يجب أن يكون ذا عقل و شعور أوّلا و مالكاً للشفاعة ثانياً، في حين أنّ الأصنام تفقد هذين الوصفين، و لهذا قال سبحانه:

«قُلْ:1 أوَلَو كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيئاً.

2ـ وَ لا يَعْقِلُونَ».

إذن: تركيز الآية إنّما هو على أنّ الله تعالى هو مالك الشفاعة لا الأصنام، و أنّ اللّه يمنح هذه الصلاحية لمن تتوفَّر فيه اللياقة و الأهليَّة ليستشفع لعباده، لالمثل الاصنام والاوثان فلا علاقة لهذه الآية مع الموضوع الّذي نتحدّث عنه، لأنّ المسلمين يعتبرون اللّه وحده «مالك الشفاعة» و لا أولياؤه، و يعتقدون أنّ مَن أذِن اللّه له في الشفاعة قادرٌ على الاستشفاع دون غيره.

1. الزُمر: 43 ـ 44.