لقد كان النبىّ سليمان ـ عليه السلام ـ يتمتع بقدرات غيبية متعدّدة، و قد عبَّر عن تلك المواهب و المنح الإلهية العظيمة بقوله ـ كما في القرآن الكريم ـ :
(...وَ أُوتينا مِنْ كُلِّ شيء...)(1).
و قد جاء تفصيل الحديث عن تلك المواهب و القدرات الإلهية الممنوحة له، في كلٍّ من سورة النمل من آية 16 إلى 44، و سورة سبأ آية 12، و سورة الأنبياء آية 81، و سورة ص من آية 36 إلى 40.
إنّ التأمّل في هذه الآيات يكشف لنا عن جانب من المواهب العظيمة و القدرات الغيبية الّتي مَنَحها اللّه لعبده و نبيّه سليمان ـ عليه السلام ـ وها نحن نذكر لك الآن بعض تلك الآيات، كي تتجلّى لك عظمة تلك السُّلطة الغيبية و ترى بعينك أنّ القرآن الكريم يُثبت القدرة الغيبية لبعض عباد اللّه تعالى.
لقد كانت للنبي سليمان السُّلطة على الجنّ و الطيور، و كان يعرف منطق الطير و لغات الحشرات، يقول اللّه تعالى:
(وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ دَاوُدَ وَ قالَ يا أَيُّهَا النّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتينا مِنْ كُلِّ شَيء إنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِين * وَ حُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الإِنْسِ وَ الطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتّى إذا أَتَوْا عَلى وادِ الَّنمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا الَّنمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَ جُنودُهُ وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَ قالَ رَبِّ