وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 291
نمايش فراداده

بحقّ أوليائه ـ كثيراً جدّاً عن الأئمة المعصومين من أهل البيت ـ عليهم السلام ـ و لا يسع المجال لذِكر أكثر ممّا سَبق... و كلّ هذه الأدعية تدلّ على جواز القَسَم على اللّه بحقّ أوليائه الصالحين.

أدلّة الوهّابيّين على الحرمة

لقد ذكر الوهّابيون بعض الأدلَّة على حرمة القَسَم على اللّه بحقّ أوليائه، و هي أدلَّة واهية ضعيفة، لا تصلح للحُجِّيَّة و الاعتبار، و الآن نذكرها مع التحليل فيما يلي :

الدليل الأوّل:

قالوا: اتفق علماء الإسلام على أنّ القَسم على اللّه بالمخلوق ـ أو بحقّ المخلوق ـ حرام(1).

الجواب:

إنّ معنى الاجماع هو اتفاق علماء الإسلام ـ في عصر واحد، أو في كلّ العصور ـ على حكم من الأحكام الشرعية.

هذا هو الإجماع، و هو حُجّة شرعية عند السُّنَّة، نظراً لاتفاق العلماء على ذلك الحكم، و حجّة شرعية عند الشيعة لكونه يكشف عن موافقته لرأي الإمام المعصوم الذي يعيش بين الناس ـ غائباً كان عن أعينهم أم حاضراً ـ .

و الآن لنرى: هل قام إجماع العلماء على الحرمة في هذه المسألة أم لا؟ نحن

1. كشف الارتياب: 32 نقلا عن «الهدية السنيّة».