وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 301
نمايش فراداده

«...فَلَعَمْري لئنْ تَكَلَّم(1) بِمَعْرُوف وَ تَنْهى عَنْ مُنْكَر، خَيْرٌ مِنْ أنْ تَسْكُتَ»(2).

و هناك أحاديث أُخرى، لا يسع هذا الكتاب ذِكرها(3).

و قد أقسم الإمام أميرالمؤمنين علىّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ الّذي يُعتبر النموذج البارز للتربية الإسلامية و القِيَم العالية أقسَم بنفسه الشريفة أكثر من مرَّة في خُطبه و رسائله و كلماته(4) و كذلك أقسم أبوبكر بن أبي قحافة بأبي الشخص الذي كان يتكلّم معه.(5)

المذاهب الأربعة و الحلف بغير اللّه

قبل أن نتناول أدلَّة الوهّابيّة على حرمة الحلف بغير اللّه، من الأفضل أن نسجّل فتاوى أئمة المذاهب الأربعة حول هذه المسألة(6) :

أمّا الحنَفيّة فيقولون بأنّ الحلف ـ بالأب و الحياة ـ كقول الرجل ـ و أبيك، أو: و حياتك ـ و ما شابه مكروه.

و أمّا الشافعيّة فيقولون بأنّ الحلف بغير اللّه ـ لو لم يكن باعتقاد الشرك ـ فهو مكروه.

1. أي تتكلَّم ـ للمخاطب ـ كما في قوله تعالى : (فأنت له تصدّى)أي تتصدّى.2. مسند أحمد: 5 / 225.3. للتفصيل راجع مسند أحمد: 5 / 212; سنن ابن ماجة: 4 / 995 و 1 / 255.

4. راجع نهج البلاغة ـ تعليق محمّد عبده ـ : خطبة رقم 23، 25، 56، 85 ،161 ،168، 182، 187، و الرسالة رقم 6 ،9، 54.

5. كتاب الموطّأ: لمالك بن أنس ـ إمام المالكية ـ المطبوع مع شرح الزرقاني ج 4 ص 159.

6. للتفصيل راجع كتاب الفقه على المذاهب الأَربعة: 1 / 75، طبعة مصر.