نعم أورد السيوطي في الجامع الصغير عن الديلمي في مسند الفردوسي عن علىّ «السيّد اللّه».
كما أورد العزيزي في شرح الجامع الصغير عن مسند أبي داود أنّه جاء وفد بني عامر إلى النبي فقالوا: أنت سيّدنا، فقال: السيّد اللّه.
فلو صحّ الحديثان فيجب أن يحملا على المعنى الحقيقي للسيادة ـ أعني: المالك و الخالق ـ فإنّ السيادة بهذا المعنى تختصّ باللّه سبحانه.
كيف و قد أطلق رسول اللّه كلمة السيّد على سعد بن معاذ ـ رضي اللّه عنه ـ روى الطبري: لمّا طلع سعد قال رسول اللّه: قوموا إلى سيّدكم(2).
فهذه المناهي الواردة حول كلمة السيّد محمولة على إرادة المعنى الذي ينافي إخلاص العبادة و توحيد اللّه.
و لعمري أنّ الحقيقة واضحة لا تحتاج إلى التطويل، كيف و كلمات العرب و الرسول والصحابة و التابعين و الأئمة من آل الرسول و فقهاء الأُمّة مشحونة باستعمال هذه الكلمات في غيره ـ سبحانه ـ . و لم يَر أحدٌ في إطلاقها على غيره ـ عزّ اسمه ـ حرجاً، و قد نظروا إلى هذه المسائل بصدر رحب و عين بعيدة المدى، و لم يضيّقوا الأمر على المسلمين و و جدوا الإسلام شريعة سهلة سمحة تتبع المقاصد و الأغراض لا الظواهر و الألفاظ.
1. الطبقات الكبرى لابن سعد: 2 / 319، و الهمزة الأُولى في البيت الثاني جزء من كلمة البلاء، و إنما يتلفظ بها في المصرع الثاني، و يسمى هذا القسم في علم العروض بالشعر المدوّر، باعتبار امتزاج الصدر بالعجز.2. الطبري: 2 / 249.