وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 34
نمايش فراداده

قال رسول اللّه: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين».(1)

وقد تواتر مضمون هذه الرواية عن النبي(صلى الله عليه وآله)، فمن أراد فليرجع إلى الكتب المعدّة لهذا الغرض.(2)

مظاهر الحب

إنّ لهذا الحب مظاهر ومجالي، إذ ليس الحب شيئاً يستقر في صقع النفس من دون أن يكون له انعكاس خارجي على أعمال الإنسان وتصرفاته، بل من خصائصه أن يظهر أثره على سلوك الإنسان وملامحه.

1. حب اللّه ورسوله لا ينفك عن اتّباع دينه والاستنان بسنّته والانتهاء عن نواهيه، ولا يعقل أبداً أن يكون المرء محباً لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، ومع ذلك يخالفه فيما يبغضه ولا يرضيه . و الاتّباع أحد مظاهر الحبّ قال سبحانه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)(3). فمن ادّعى الحب في النفس وخالف في العمل، فقد جمع بين شيئين متخالفين متضادين.

وقد نسب إلى الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ انّه أنشد البيتين التاليين:

تعصي الإله وأنت تظهر حبَّه هذا لعمري في الفعال بديع

1. صحيح البخاري:1/8 ، باب حب الرسول من الإيمان من كتاب الإيمان.2. كنز العمال:2/126.3. آل عمران: 31.