وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 42
نمايش فراداده

يقول ابن تيميّة ـ في كتابه الصراط المستقيم ـ :

«عندما تَمَّ فتح القدس كانت لقبور الأنبياء هناك أبنية ولكن أبوابها كانت مغلقة حتى القرن الرابع الهجري»(1).

فلوكان البناء على القبور حراماً لكان هدمه واجباً، و لم يكن هناك مبرّر لتركها على حالها مغلّقة الأبواب، بل كان الإسراع إلى هدمها واجباً ، على فرض صحة قول ابن تيميّة من إغلاق أبوابها إلى القرن الرابع .

و خلاصة القول: إنّ بقاء تلك الأبنية و القباب على القبور طوال هذه الفترة، وبمرأى علماء الإسلام و فقهائه دليل واضح على جوازها في الدين الإسلامي المقدَّس.

الآثار الإسلامية دليل على أصالة الدين

ممّا لا شكّ فيه أنّ المحافظة على آثار الأنبياء ـ و خاصّة آثار النبيّ محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من قبره و قبور زوجاته و أولاده و أصحابه، و كذلك بيوتهم الّتي كانوا يسكنون فيها، و المساجد الّتي كانوا يقيمون الصلاة فيها ـ لا شكّ انّ فيها نتائج محمودة و فوائد كثيرة نذكر منها مايلي:

اليوم و بعد مضي عشرين قرناً على ميلاد السيّد المسيح ـ عليه السلام ـ تحوّل المسيح و أُمّه العذراءو كتابه الإنجيل و كذلك الحواريّون، تحوَّلوا ـ في عالم الغرب ـ إلى أُسطورة تاريخية، و صار بعض المستشرقين يُشكّكون ـ مبدئياً ـ في وجود رجل

1. كشف الارتياب: 384.