وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
اسمه المسيح و أُمّه مريم و كتابه الإنجيل، و يعتبرونه أُسطورة خيالية تشبه أُسطورة «مجنون ليلى».لماذا؟لأنّه لا يوجد أي أثر حقيقي و ملموس للمسيح، فمثلا لا يُدرى ـ بالضبط ـ أين وُلد؟ و أين داره الّتي كان يسكنها؟ و أين دفنوه بعد وفاته ـ على زعم النصارى أنه قُتل ـ ؟أمّا كتابه السماوي فقد امتدَّت إليه يد التحريف و التغيير و التزوير، و هذه الأناجيل الأربعة لا ترتبط إليه بصلة و ليست له، بل هي لـ «متّى» و «يوحنا» و «مرقس» و «لوقا» و لهذا ترى في خاتمتها قصّة قتله المزعوم و دفنه، و من الواضح ـ كالشمس في رائعة النهار ـ أنّها قد كُتبت بعد غيابه.و على هذا الأساس يعتقد الكثير من الباحثين و المحقّقين أنّ هذه الأناجيل الأربعة إنما هي من الكتب الأدبية الّتي يعود تاريخها إلى القرن الثاني من الميلاد.فلو كانت الميزات الخاصّة بعيسى محفوظة، لكان ذلك دليلا على حقيقة وجوده و أصالة حياته و زعامته، و ما كان هناك مجال لإثارة الشكوك و الاستفهامات من قبل المستشرقين ذوي الخيالات الواهية.أمّا المسلمون فهم يواجهون العالم مرفوعي الرأس، و يقولون: يا أيّها الناس لقد بُعث رجل من أرض الحجاز، قبل ألف و أربعمائة سنة لقيادة المجتمع البشري، و قد حقّق نجاحاً باهراً في مهمّته و هذه آثار حياته محفوظة تماماً في مكّة و المدينة، فهذه الدار الّتي وُلد فيها، و هذا غار حراء مهبط الوحي و النازل عليه، و هذا هو مسجده الّذي كان يُقيم الصلاةَ فيه، و هذا هو البيت الّذي