تعریف بکتاب «الحرم المکی» (1)

تقدیم و تعریف: محسن الأسدی

نسخه متنی -صفحه : 15/ 14
نمايش فراداده

وقفة إعجاب وإكبار

نعم ، لقد استوقفتني عبارة في الصفحة 9 من كتابه هذا ، وهو يذكر ما عاناه من صعوبات عمله ، وما لا قاه من أتعاب طيلة رحلته التي كان عمرها تسعة أشهر ، وكيف تنسيه ذلك فرحة حصوله على مراده ، فيقول بعد أن يجد الفاكهي يصرّح بمواضع هي من حدود الحرم ، جبال وثنايا وأراض منبسطة ، وغير ذلك ، وأنّ هناك أعلاماً على هذه المواضع : «فكنت أذهب بشغف ولهفة إليها ، وأتسلّق الجبال ، وكم تكون فرحتي غامرةً وشديدةً عندما أجد تلك الأعلام التي ذكرها الفاكهي ، وكم تكون فرحتي أشدّ وأكثر عندما أجد على هذه الأعلام آثار النورة البيضاء11 القديمة . ولقد كانت هذه الفرحة تنسيني التعب والمشقّة في تسلّق العالي من الجبال ، وتنسيني ما يدخل في قدميّ من أشواك ، وما يسيل منها من دماء» .

وعبارته الاُخرى وهو يصف تطوافه في هذا الوادي وجباله . . .

«عند ذلك قرّرت إكمال معرفة هذه الأعلام والوقوف عليها جميعاً ، مهما كلّفني ذلك من جهد ومشقّة ، وهذا يعني السير حول مكّة المكرّمة ليس بالسيّارة وعلى أرض منبسطة سهلة ، وإنّما على جبال مرتفعة ، قد يصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من(2500) فوق سطح البحر، بعضها لا يؤمن من تسلّقها منوجودالأفاعي والهوامّ والوحوش ، ويخشى أن تزلّ القدم ، فأقع في وادٍ عاقبته وخيمة لا قدّر الله ، وهذا يعني أيضاً أن أسير على قدميّ الساعات تلو الساعات على أرض جبلية وعرة يابسة ، لا يُرى فيها ماء ولا خضرة . . .» .

لقد استوقفتني هذه الصعوبات الكبيرة والخطيرة التي يذكرها الدكتور ، طويلاً ، فرحت هناك أنظر بعيداً بعيداً في عمق التاريخ ، وأستحضر ما أراه وكأنّه أمامي ، إنّه ذلك الشيخ الكبير القادم من بعيد بأهله ، يقطع الفيافي والوديان والجبال وصخورها ، لقد احتواه العراء الواسع هذا ، وسرحت عيناه فيما يحيطه ، وقد توزّعت نظراته هنا وهناك ، يرمق السماء ببعضها مبتهلاً وداعياً ، فيما يحنو ببعضها الآخر على ولده الوحيد يومذاك ، وزوجته المطيعة الأمينة ، التي اختارتها السماء لوظيفة . . هي الاُخرى ظلّت عيونها تارةً تحلّق بعيداً . . جبال صخورها وعرة . . وديان جدباء . . فيافي قاحلة . . صحاري ملتهبة . . إذن ماذا يريد منّا هذا الشيخ الكبير؟!

فراحت عيونها تحلّق تارةً بعيداً وقد يصيبها الدوار ممّا ترى . . وتارةً أخرى تحملق في وجه نبيّ الله دون أن ترى علامة أو تسمع كلمة لعلّها تهدئ روعها وتطمئن بها نفسها . . وثالثة نحو رضيعها فتذرف دموعها خوفاً عليه ، والذي اختارته السماء لدور آخر لا يقلّ عظمة عن دور أبيه واُمّه . . ثمّ تعود من نظراتها هذه نحو السماء ، لتستنزل بعبراتها وبرقّتها المعروفة وعواطفها الجيّاشة رحمة السماء .

ظلّ الثلاثة هكذا ما إن يجتازوا هضبة إلاّ لينحدروا في أخرى ، وما إن يعبروا وادياً جديباً ، حتّى يهبطوا آخر أكثر منه جفافاً وجدباً . . في أرض نائية لا زرع فيها ولا ظلال . . حتّى هبطوا البطحاء ، إنّها بطحاء مكّة ، حيث محطّ رحالهم {بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ} هناك تركهم إبراهيم; ليعود من حيث أتى ، مع زادٍ يسير وماء قليل ، ولكن {عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} .

تذكّرني كلمات الشيخ الدكتور بهذه المرأة العظيمة ، وهي ترى نفسها وحيدةً في موضع ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع ، إلى أين أنت ذاهب يا إبراهيم؟

ولمن تتركنا في هذا الوادي الموحش المقفر؟

إن كان لي ذنب ، فما ذنب الرضيع؟

وراحت تستعطفه ، فأبان لها وقد رقّ قلبه ، وهو قلب رقيق رحيم ، ودمعت عيناه . . . الله الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان وهو يكفيكم .

فتجيبه : إذن «لن يضيّعنا الله» .

رحلة عظيمة من أجل هدف عظيم ، رحلة شاقّة مريرة محفوفة بالمخاطر من أجل مبادئ سامية ومفاهيم عظيمة . .

فمكثت هاجر ترعى وليدها ، وتأكل ممّا تركه إبراهيم(عليه السلام) حتّى نفد ماؤها وقلّ زادها وجفّ ثدياها ، فتعالى صراخ طفلها ، وهنا بدأت رحلة أخرى أقسى وأمرّ .

حيث بدأ العطش يأخذ أثره ويحزّ في كبدها وكبد رضيعها ، الذي راح يلوك بلسانه يبحث عن قطرة ماء في فضاء فمه المتيبِّس ، فاندفعت هنا وهناك تعلو صخرة وتهبط أخرى ، وعاشت في دوّامة بين سرابين ، وقد تمثّل لها على الصفا والمروة ما حسبته ماءً ، وهي لا تعلم بأنّ جهدها الشاقّ هذا سيكون يوماً منسكاً عظيماً من مناسك أرادها الله لعبادته ، فراح الملايين بأجيالهم التي لا تحصى يسعون بينهما ، فرحم الله حبر الاُمّة ابن عبّاس ، وقد رأى قوماً يطوفون بين الصفا والمروة أو يسعون بينهما ، فقال : هذا ما أورثتكم اُمّكم أمّ إسماعيل . إذن فهي وقفة إعجاب وإكبار للثلاثة الذين خلدوا لنا هذا فخُلدوا!

* * *

الباب الأوّل : تأريخ أعلام الحرم المكّي الشريف ، وجهود المؤرِّخين المكّيّين في ضبط حدوده .

وفيه فصول :

الفصل الأوّل : تاريخ أعلام الحرم المكّي الشريف ، وقد تناول المؤلّف في هذا الفصل ، وتحت عنوان فرعي : «اختيار الحرم على سائر الأرض» .

تناول موقع مكّة المكرّمة ، وأنّها تقع ضمن سهل تهامة الساحلي الممتدّ على طول ساحل البحر الأحمر من أقصى شماله عند خليج العقبة إلى نهايته الجنوبية عند باب المندب ، وفي منطقة تحيط بها التلال القاحلة الجرداء والصخور والجبال المتشابكة والأودية الجرانيتية ، على دائرة العرض 25 / 21ْ شمالاً ، وخط طول 49/39ْ شرقاً ، وترتفع عن سطح البحر بحوالى 360متراً ، وأنّ مكّة المكرّمة تشكّل مركز الأرض ، وتعتبر منتصف العالم ، ممّا يجعلها جديرة بأن تكون مركزاً لدعوة تعمّ العالم ، مستعيناً بما توصّل إليه أحد الباحثين المسلمين وهو الدكتور حسين كمال الدين في بحثه القيّم المنشور في مجلّة البحوث الإسلامية لسنة 1395 ص289 وعنوانه : إسقاط الكرة الأرضية بالنسبة لمكّة المكرّمة ، وقد أعدّ هذا الباحث خريطة للكرة الأرضية يحدّد من خلالها اتجاهات القبلة وإن بعد المسلمون عن الكعبة .

ثمّ تحدث عن عظمتها وحرمتها وآداب الدخول إليها ، وعن منع المنكر والظلم والأذى فيها ذاكراً آيات قرآنية وأحاديث نبويّة وأقوال جمع من الصحابة والمفسّرين والمؤرّخين .

وتحت عنوان فرعي : «متى حرّمت مكّة المكرّمة؟!» يصل المؤلّف ـ وانطلاقاً من الآيات القرآنية والأحاديث النبويّة ـ إلى أنّها حرمت يوم خلق السماوات والأرض ، فعن ابن عبّاس ، قال النبيّ(صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكّة : « . . . فإنّ هذا بلد حرّمه الله يوم خلق السماوات والأرض . . .» ذاهباً إلى أنّ الحكمة في تحريمها التزام ما يثبت لمكّة وحرمها من أحكام .

«المسجد الحرام هو الحرم كلّه» وتحت هذا العنوان ذكر المؤلّف أنّ المسجد الحرام ذكر في القرآن في مواضع عدّة ، وقد استدلّ ببعضها أنّ المسجد الحرام هو الحرم كلّه بحدوده ، والكتاب هذا بصدد التعريف بها ، ومن هذه الآيات : {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ . . .} وأنّ المسجد المذكور يطلق على جميع الحرم ، وبالآية الاُخرى : {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ . . .} وقد نزلت والرسول نائمٌ في بيته ، فالمسجد هنا يعني مكّة . .

وتحت عنوان فرعي : «المواقيت ودوائر الحرم» ذكر المؤلّف أنّ الكعبة تحيط بها دوائر ثلاث ، وراح المؤلّف يعدّدها ، دائرة المسجد ، دائرة الحرم ، دائرة المواقيت .

فالمسجد : هو حرم المسجد مهما وسع أو زيد فيه من الزيادات .

والحرم : هو ما أحاطت به أعلام الحرم ، وهو موضوع بحث هذا الكتاب .

والمواقيت : مواضع حدّها الشارع وهي ذو الحليفة ، والجحفة ، وذات عرق ، وقرن المنازل ، ويلملم .

وهناك عنوان فرعي «سبب تحريم الحرم» ذكر المؤلّف تحته روايات متعدّدة في سبب تحريمه وكيف حرّم ، فذكر أربعة أسباب وخامسها ما ذكره محبّ الطبري في القرى لقاصد اُمّ القرى : 652 من الوجوه الأربعة في ذلك .

أمّا في «خصائص الحرم المكّي وأحكامه» فقد ذكر تحت هذا العنوان الفرعي خصائص مكّة المكرّمة وما يوجب الاستيطان والاستقرار والاطمئنان فيها ، من خلال آيات قرآنية وأحاديث نبويّة ، منها : {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِى حَرَّمَهَا} ومنها : {وَهَذَا الْبَلَدِ الاَْمِينِ} . .

والأجر والثواب على ما يؤدّيه الإنسان من أعمال سواء أكانت أعمالاً عبادية أم غيرها من أعمال البرّ والخير ، فيتضاعف الأجر فيها ، وتتضاعف السيّئة كما عند بعض العلماء .

ثمّ بعد هذا كلّه ينتقل المؤلّف إلى بداية موضوعه الرئيسي في هذا الكتاب إلى «تجديد أعلام الحرم المحيطة به» مبتدئاً عنوانه هذا بعنوان فرعي وهو :

أوّل من وضع أعلام الحرم ، وبدءاً يقول : لا شكّ أنّ معرفة حدود الحرم من أهمّ ما ينبغي أن يعتنى به ، فإنّه يتعلّق به أحكام كثيرة ، وقد اعتنى بذلك الأنبياء(عليهم السلام) ، والصحابة والتابعون وأئمّة المسلمين وفقهاء الإسلام .

فعن ابن عبّاس : أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعث يوم الفتح ـ وهو السنة الثامنة من الهجرة ـ بتميم بن أسد الخزاعي ، فجدّد أنصاب الحرم .

وأنّ إبراهيم وضع هذه الأنصاب يريه إيّاها جبريل .

وفي تفسير الآية : {أَرِنَا مَنَاسِكَنَا }12 وهو قول إبراهيم(عليه السلام) ، نزل إليه جبريل فذهب به ، فأراه المناسك ، ووقفه على حدود الحرم ، فكان إبراهيم يرضم الحجارة ، ويحثي عليها التراب ، وكان جبريل يقفه على الحدود13 ، فأوّل من نصب هذه الأعلام هو إبراهيم(عليه السلام) بدلالة جبريل .

وهذه العلامات مبنيّة في جوانب الحرم الأربعة ، وما زالت موجودة وتجدّد في كلّ عصر عند حدوث تلف فيها . ويطلق عليها العلماء (أنصاب الحرم) أي حدود الحرم من عموم جهاته ، كانت رضوماً كما سمّيت بالأحاديث ، ثمّ بنيت بعد ذلك .

وقد مرّت هذه الأعلام بعد إبراهيم وإلى أن جدّدها رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعمليات تجديد متعدّدة لها .

وراح المؤلّف يذكر هؤلاء الذين جدّدوها مبتدئاً ذلك بإسماعيل(عليه السلام) ، وعدنان ابن أدد ، وقصيّ بن كلاب ، ثمّ قريش أثناء البعثة ، ثمّ بعد ذلك تجديد النبيّ(صلى الله عليه وآله) لأعلام الحرم .

فيقول : «لم يكن باستطاعة النبيّ(صلى الله عليه وآله) أن يجدّد أعلام الحرم قبل الهجرة ، حيث لم يكن يملك سلطة يومذاك ، لكنّه ما كادت أقدامه تصل إلى مكّة فاتحاً عام (8هـ) حتّى أرسل من يقوم بهذه المهمّة العظيمة» .

وذكر المؤلّف في هذا الخصوص أخباراً تبيّن أسماء من أرسلهم النبيّ(صلى الله عليه وآله) بهذه الوظيفة فقد كلّف تميم بن أسد ، والأسود بن خلف ، أمر بهذا مع عظيم مشاغله وخطورة الأعداء ، علماً بأنّه لم يبق في مكّة ـ على أصحّ الروايات كما يقول المؤلّف ـ إلاّ عشرة أيّام ، وراح يذكر مسؤولياته الجسام وأعماله الجليلة التي عليه إنجازها في هذه الأيّام المعدودة ، ومع هذا لم ينس تجديد أعلام الحرم ، فكم هي مهمّة إذن؟!

ولهذا نالت اهتماماً كبيراً من لدن الصحابة والخلفاء والاُمراء ، بدءاً بتجديدها من قبل الخليفة الثاني ومروراً بتجديد الخليفة الثالث حتّى قامت هيئة في زمن عثمان بن عفّان مهمّتها تجديد الحرم وأعلامه كلّ عام .

إلاّ أنّ المصادر ـ كما يقول المؤلّف ـ سكتت عن التجديد في أيّام عليّ(رضي الله عنه) وأيّام خلافته إنّما قضاها في معالجة ما جدّ من الأحداث ، ثمّ إنّه أقام في الكوفة ، وربّما أنّها لا تحتاج إلى تجديد لقرب العهد في تجديدها .

ثمّ راح المؤلّف يذكر الذين قاموا بعملية التجديد من معاوية وعبد الملك بن مروان ، فالمهدي العبّاسي ، وفي زمن هذا الأخير اقتصر التجديد لأعلام رؤوس الجبال ، أو توقّف ، أو أنّ المؤرّخين سكتوا عن ذلك ، لكنّهم لم يسكتوا عن تجديد أعلام الطرق المؤدّية إلى مكّة ، ولو رأوا شيئاً أو سمعوا شيئاً لكتبوه ، فيما كان التجديد في زمن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وما بعده حتّى المهدي العبّاسي يشمل جميع أعلام الحرم من جميع جوانبه ، سواء التي كانت على رؤوس الجبال ، أو التي تقع على الطرق الرئيسيّة المؤدّية إلى مكّة .

أمّا بقيّة خلفاء بني أميّة أو بني العبّاس غير المذكورين أعلاه ، لم يعرف عنهم أنّهم جدّدوا أعلام الحرم ، ولم يعرف عن خلفاء هذا العصر أي بعد المهدي العبّاسي إصلاحات في أعلام الحرم ، اللّهمّ إلاّ في عهد الراضي .

أمّا الدليل الذي ساقه المؤلّف على توقّف تجديد أعلام الحرم على رؤوس الجبال ، فيقول : ودليلي على ما أقول : إنّني سرتُ حول الحرم باحثاً عن الأعلام ، التي على رؤوس الجبال ، فرأيت (932 عَلماً) بعضها متساقط ، ما عدا علمين أحدهما مبنيّ والآخر مرضوم رضماً جيّداً ، ثمّ إنّ بعض الأعلام منذ سقوطها لم تحرّك حجارتها ، وهذا يدلّ على توقّف تجديد أعلام الحرم ، التي فوق رؤوس الجبال ، منذ عهد المهدي العبّاسي ، أي منذ ما يزيد على اثني عشر قرناً من الزمان .

ثمّ يخلص المؤلّف إلى أنّ أعلام الحرم الدائرة به قد جُدّدت عشر مرّات .

بدءاً بتجديد إسماعيل(عليه السلام) ومروراً بتجديد عدنان أدد وقصي بن كلاب وقريش أثناء البعثة ، ثمّ تجديد النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فتجديد عمر بن الخطّاب ، وعثمان ، وانتهاءً بتجديد معاوية وعبد الملك فالمهدي العبّاسي .

* * *

هذا بالنسبة إلى ما يتعلّق بالأعلام المحيطة بالحرم إحاطة السوار بالمعصم كما يعبّر المؤلّف عنها .

وأمّا بالنسبة للنوع الثاني من هذه الأعلام وهي الواقعة في مداخل مكّة المكرّمة ، فلا يزال التجديد والتحديث يتعاهداها من زمن إلى زمن حتّى وقتنا الحاضر ، والمداخل المذكورة هي :

* من طريق المدينة : ثلاثة أميال عند بيوت السقيا ، ويقال لها : بيوت نِفار ، وهي دون التنعيم .

* من طريق اليمن : سبعة أميال عند إضاة لِبْن .

* من طريق العراق : سبعة أميال على ثنية خَلّ ، وهو جبل بالمقطع .

* من طريق الطائف : من بطن نمرة ، فذلك أحد عشر ميلاً عند طرف عرفة .

* من طريق الجعرانة : تسعة أميال في شعب عبدالله بن خالد .

* من طريق جدّة : عشرة أميال عند منقطع الأعشاش .

وهذه الأعلام جدّدت سبع مرّات من قبل كلّ من :

* الراضي العبّاسي ، من جهة التنعيم سنة 325هـ .

* المظفّر صاحب أربل ، من جهة عرضة سنة 616هـ .

* المظفّر صاحب اليمن ، من جهة عرفة سنة 683هـ .

* قايتباي ، من جهة عرفة سنة 874هـ .

* السلطان أحمد خان الأوّل العثماني ، من جهة عرفة ، وأعلام التنعيم ، وأعلام الحرم التي في طريق يلملم سنة 1023هـ .

* رمّم الشريف زيد بن محسن حدود الحرم سنة 1073هـ .

* السلطان الغازي عبد الحميد خان العثماني أعلام التنعيم سنة 1262هـ .

أعلام الحرم في طريق التنعيم سنة 1262هـ .

أعلام الحرم في طريق جدّة سنة 1263هـ .

نكتفي بهذا آملين مواصلة تعريفنا بهذا الكتاب وقراءته في العدد القادم من مجلّتنا ميقات الحجّ إن شاء الله تعالى .