القراءة
بعد هذا التعريف
المختصر للكتاب ، تبدأ قراءتنا لأبواب الكتاب فصولاً وبحوثاً ، مبتدئينها
بالأهمّ الذي تحوم الدراسة حوله وهو ما ذكره الدكتور في مقدّمة كتابه ص11 :
«وكان لابدّ أن أستعرض الحدود ، كما ذكرها لي بعض من سألته عن حدود الحرم ، فقال أكثرهم :
إنّ الحدود :
أ) الحدّ
الشرقي : (قرْن) في منتصف (وادي عُرَنَة) ، ثمّ (جبل عارض) ، ثمّ
(قرن العابديّة) ، ثمّ (جبل نَمرة) ، ثمّ (جبل الخَطْم) ، ثمّ (جبل
الستار) ، ثمّ (شرفة أسلع) ، ثمّ (عارض الحصن) ، ثمّ (جبل
المقطع) ، على (ثنية خَلّ) ، ثمّ (ستار
لحيان) .
ب) الحدّ
الشمالي : (ثنية النقواء) ، ثمّ (جبال حمر) بعد هذه الثنية حتّى تصل إلى
(شرفة بشم) ، ولم تُسمّ (الجبال الحمر) باسمٍ ، وبعد (شرفة بشم) (جبل
نعمان) ، ثمّ (التنعيم) ، ثمّ جبل (نعيم) ، ثمّ(ريع رَحا) ثمّ (ريع
المصانيع) ، ثمّ (ريع العُمير) ، ثمّ (ريع المُريد) ، ثمّ
(الأعشاش) .
ج) الحدّ
الغربي : جبل (أظلم) ، ثمّ الجبال الصغيرة التي عند رأسه ، حتّى
يوازي (أُمّ هشيم) .
د) الحدّ
الجنوبي : (أُمّ هشيم) ، ثمّ (الدومة الحمراء) ، ثمّ (جبل
بُشيم) ، ثمّ (جبل لين) ، ثمّ (جبل الستار) ـ جبل ستار لحيان ـ ثمّ (جبل
الغربان) ، ثمّ (ثنية المستوفرة) ، ثمّ (البيان) ، ثمّ (جبل
غراب) ، ثمّ (مهجرة) ، ثمّ (صيفة) . اُنظر الصحفة
12ـ13 .
كلّ هذه كانت مشمولةً
لتتبّعه ودراسته الميدانيّة ، فرأى في رحلته هذه (934) علماً ، تحيط
بالحرم المكّي ، كانت مبثوثة هنا وهناك على الجبال ، انهدم ثلثها أو
أكثر ، وقد تناولها المؤلّف بالبحث في الباب الثاني من كتابه هذا موضعاً
وعدداً وصوراً وخرائط .
ونحن نشاركه
عجبه ، الذي استولى عليه من صبر أولئك الأجداد ، على تحمّل المشاق
والصعاب ، وهم يحملون على ظهورهم الماء والنورة أو الصخر ، ويتسلّقون تلك
الجبال التي ترتفع أكثر من (500م) عن سطح البحر ، وانحدارها الشديد ،
ليصلوا إلى قممها ، لكي يضعوا علماً ، فعثر على أعلام كانت مبنيّة هناك
بالصخر المنقور المنحوت ، وبالنورة البيضاء ، فكيف استطاعوا أن يوصلوا
الماء الكثير
للبناء ، والنورة الكثيرة إلى هذه القمم الوعرة الصخرية المرتفعة ، وهي
قليلة الشجر ، منعدمة الماء ، شاهقة الارتفاع ، ملتهبة
الحرارة؟!