تعریف بکتاب «الحرم المکی» (1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تعریف بکتاب «الحرم المکی» (1) - نسخه متنی

تقدیم و تعریف: محسن الأسدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







وقفة إعجاب وإكبار



نعم ، لقد
استوقفتني عبارة في الصفحة 9 من كتابه هذا ، وهو يذكر ما عاناه من صعوبات
عمله ، وما لا قاه من أتعاب طيلة رحلته التي كان عمرها تسعة أشهر ، وكيف
تنسيه ذلك فرحة حصوله على مراده ، فيقول بعد أن يجد الفاكهي يصرّح بمواضع هي
من حدود الحرم ، جبال وثنايا وأراض منبسطة ، وغير ذلك ، وأنّ هناك
أعلاماً على هذه المواضع : «فكنت أذهب بشغف ولهفة إليها ، وأتسلّق
الجبال ، وكم تكون فرحتي غامرةً وشديدةً عندما أجد تلك الأعلام التي ذكرها
الفاكهي ، وكم تكون فرحتي أشدّ وأكثر عندما أجد على هذه الأعلام آثار النورة
البيضاء11
القديمة . ولقد كانت هذه الفرحة تنسيني التعب والمشقّة في تسلّق العالي من
الجبال ، وتنسيني ما يدخل في قدميّ من أشواك ، وما يسيل منها من
دماء» .


وعبارته الاُخرى وهو
يصف تطوافه في هذا الوادي وجباله . . .


«عند ذلك قرّرت إكمال
معرفة هذه الأعلام والوقوف عليها جميعاً ، مهما كلّفني ذلك من جهد
ومشقّة ، وهذا يعني السير حول مكّة المكرّمة ليس بالسيّارة وعلى أرض منبسطة
سهلة ، وإنّما على جبال مرتفعة ، قد يصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من(2500)
فوق سطح البحر، بعضها لا يؤمن من تسلّقها منوجودالأفاعي
والهوامّ والوحوش ، ويخشى أن تزلّ القدم ، فأقع في وادٍ عاقبته وخيمة لا
قدّر الله ، وهذا يعني أيضاً أن أسير على قدميّ الساعات تلو الساعات على أرض
جبلية وعرة يابسة ،
لا يُرى فيها ماء ولا خضرة . . .» .


لقد استوقفتني هذه
الصعوبات الكبيرة والخطيرة التي يذكرها الدكتور ، طويلاً ، فرحت هناك
أنظر بعيداً بعيداً في عمق التاريخ ، وأستحضر ما أراه وكأنّه أمامي ،
إنّه ذلك الشيخ الكبير القادم من بعيد بأهله ، يقطع الفيافي والوديان والجبال
وصخورها ، لقد احتواه العراء الواسع هذا ، وسرحت عيناه فيما يحيطه ،
وقد توزّعت نظراته هنا وهناك ، يرمق السماء ببعضها مبتهلاً وداعياً ،
فيما يحنو ببعضها الآخر على ولده الوحيد يومذاك ، وزوجته المطيعة
الأمينة ، التي اختارتها السماء لوظيفة . . هي الاُخرى ظلّت عيونها
تارةً تحلّق بعيداً . . جبال صخورها وعرة . . وديان
جدباء . . فيافي قاحلة . . صحاري ملتهبة . . إذن
ماذا يريد منّا هذا الشيخ الكبير؟!


فراحت عيونها تحلّق
تارةً بعيداً وقد يصيبها الدوار ممّا ترى . . وتارةً أخرى تحملق في وجه
نبيّ الله دون أن ترى علامة أو تسمع كلمة لعلّها تهدئ روعها وتطمئن بها
نفسها . . وثالثة نحو رضيعها فتذرف دموعها خوفاً عليه ، والذي
اختارته السماء لدور آخر لا يقلّ عظمة عن دور أبيه واُمّه . . ثمّ تعود
من نظراتها هذه نحو السماء ، لتستنزل بعبراتها وبرقّتها المعروفة وعواطفها
الجيّاشة رحمة السماء .


ظلّ الثلاثة هكذا ما
إن يجتازوا هضبة إلاّ لينحدروا في أخرى ، وما إن يعبروا وادياً جديباً ،
حتّى يهبطوا آخر أكثر منه جفافاً وجدباً . . في أرض نائية لا زرع فيها
ولا ظلال . . حتّى هبطوا البطحاء ، إنّها بطحاء مكّة ، حيث
محطّ رحالهم {بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ} هناك
تركهم إبراهيم; ليعود من حيث أتى ، مع زادٍ يسير وماء قليل ، ولكن {عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} .


تذكّرني كلمات الشيخ
الدكتور بهذه المرأة العظيمة ، وهي ترى نفسها وحيدةً في موضع ليس فيه أنيس ولا
ماء ولا زرع ، إلى أين أنت ذاهب يا إبراهيم؟


ولمن تتركنا في هذا
الوادي الموحش المقفر؟


إن كان لي ذنب ،
فما ذنب الرضيع؟


وراحت تستعطفه ،
فأبان لها وقد رقّ قلبه ، وهو قلب رقيق رحيم ، ودمعت
عيناه . . . الله الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان وهو
يكفيكم .


فتجيبه : إذن «لن
يضيّعنا الله» .


رحلة عظيمة من أجل هدف
عظيم ، رحلة شاقّة مريرة محفوفة بالمخاطر من أجل مبادئ سامية ومفاهيم
عظيمة . .


فمكثت هاجر ترعى
وليدها ، وتأكل ممّا تركه إبراهيم(عليه السلام) حتّى نفد ماؤها وقلّ زادها
وجفّ ثدياها ، فتعالى صراخ طفلها ، وهنا بدأت رحلة أخرى أقسى
وأمرّ .


حيث بدأ العطش يأخذ
أثره ويحزّ في كبدها وكبد رضيعها ، الذي راح يلوك بلسانه يبحث عن قطرة ماء في
فضاء فمه المتيبِّس ، فاندفعت هنا وهناك تعلو صخرة وتهبط أخرى ، وعاشت في
دوّامة بين سرابين ، وقد تمثّل لها على الصفا والمروة ما حسبته ماءً ،
وهي لا تعلم بأنّ جهدها الشاقّ هذا سيكون يوماً منسكاً عظيماً من مناسك أرادها الله
لعبادته ، فراح الملايين بأجيالهم التي لا تحصى يسعون بينهما ، فرحم الله
حبر الاُمّة ابن عبّاس ، وقد رأى قوماً يطوفون بين الصفا والمروة أو يسعون
بينهما ، فقال : هذا ما أورثتكم اُمّكم أمّ إسماعيل . إذن فهي وقفة
إعجاب وإكبار للثلاثة الذين خلدوا لنا هذا فخُلدوا!


* *
*


الباب الأوّل : تأريخ أعلام الحرم المكّي
الشريف ، وجهود المؤرِّخين المكّيّين في ضبط حدوده .


وفيه
فصول :


الفصل الأوّل : تاريخ أعلام الحرم المكّي
الشريف ، وقد تناول المؤلّف في هذا الفصل ، وتحت عنوان فرعي :
«اختيار الحرم على سائر الأرض» .


تناول موقع مكّة
المكرّمة ، وأنّها تقع ضمن سهل تهامة الساحلي الممتدّ على طول ساحل البحر
الأحمر من أقصى شماله عند خليج العقبة إلى نهايته الجنوبية عند باب المندب ،
وفي منطقة تحيط بها التلال القاحلة الجرداء والصخور والجبال المتشابكة والأودية
الجرانيتية ، على دائرة العرض 25 / 21ْ شمالاً ، وخط طول 49/39ْ
شرقاً ، وترتفع عن سطح البحر بحوالى 360متراً ، وأنّ مكّة المكرّمة تشكّل
مركز الأرض ، وتعتبر منتصف العالم ، ممّا يجعلها جديرة بأن تكون مركزاً
لدعوة تعمّ العالم ، مستعيناً بما توصّل إليه أحد الباحثين المسلمين وهو
الدكتور حسين كمال الدين في بحثه القيّم المنشور في مجلّة البحوث الإسلامية لسنة
1395 ص289 وعنوانه : إسقاط الكرة الأرضية بالنسبة لمكّة المكرّمة ، وقد
أعدّ هذا الباحث خريطة للكرة الأرضية يحدّد من خلالها اتجاهات القبلة وإن بعد
المسلمون عن الكعبة .


ثمّ تحدث عن عظمتها
وحرمتها وآداب الدخول إليها ، وعن منع المنكر والظلم والأذى فيها ذاكراً آيات
قرآنية وأحاديث نبويّة وأقوال جمع من الصحابة والمفسّرين
والمؤرّخين .


وتحت عنوان
فرعي : «متى حرّمت مكّة المكرّمة؟!» يصل المؤلّف ـ وانطلاقاً من الآيات
القرآنية والأحاديث النبويّة ـ إلى أنّها حرمت يوم خلق السماوات والأرض ، فعن
ابن عبّاس ، قال النبيّ(صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكّة :
« . . . فإنّ هذا بلد حرّمه الله يوم خلق السماوات
والأرض . . .» ذاهباً إلى أنّ الحكمة في تحريمها التزام ما يثبت
لمكّة وحرمها من أحكام .


«المسجد الحرام هو
الحرم كلّه» وتحت هذا العنوان ذكر المؤلّف أنّ المسجد الحرام ذكر في القرآن في
مواضع عدّة ، وقد استدلّ ببعضها أنّ المسجد الحرام هو الحرم كلّه
بحدوده ، والكتاب هذا بصدد التعريف بها ، ومن هذه الآيات : {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ
الْحَرَامَ . . .} وأنّ المسجد المذكور يطلق على
جميع الحرم ،
وبالآية الاُخرى : {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى
بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ . . .} وقد
نزلت والرسول نائمٌ في بيته ، فالمسجد هنا يعني
مكّة . .


وتحت عنوان
فرعي : «المواقيت ودوائر الحرم» ذكر المؤلّف أنّ الكعبة تحيط بها دوائر
ثلاث ، وراح المؤلّف يعدّدها ، دائرة المسجد ، دائرة الحرم ،
دائرة المواقيت .


فالمسجد : هو حرم المسجد مهما وسع أو زيد فيه
من الزيادات .


والحرم : هو ما أحاطت به أعلام الحرم ،
وهو موضوع بحث هذا الكتاب .


والمواقيت : مواضع حدّها الشارع وهي ذو
الحليفة ، والجحفة ، وذات عرق ، وقرن المنازل ،
ويلملم .


وهناك عنوان فرعي «سبب
تحريم الحرم» ذكر المؤلّف تحته روايات متعدّدة في سبب تحريمه وكيف حرّم ، فذكر
أربعة أسباب وخامسها ما ذكره محبّ الطبري في القرى لقاصد اُمّ القرى : 652 من
الوجوه الأربعة في ذلك .


أمّا في «خصائص الحرم
المكّي وأحكامه» فقد ذكر تحت هذا العنوان الفرعي خصائص مكّة المكرّمة وما يوجب
الاستيطان والاستقرار والاطمئنان فيها ، من خلال آيات قرآنية وأحاديث
نبويّة ، منها : {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ
أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِى حَرَّمَهَا} ومنها : {وَهَذَا الْبَلَدِ
الاَْمِينِ} . .


والأجر والثواب على ما
يؤدّيه الإنسان من أعمال سواء أكانت أعمالاً عبادية أم غيرها من أعمال البرّ
والخير ، فيتضاعف الأجر فيها ، وتتضاعف السيّئة كما عند بعض
العلماء .


ثمّ بعد هذا كلّه
ينتقل المؤلّف إلى بداية موضوعه الرئيسي في هذا الكتاب إلى «تجديد أعلام الحرم
المحيطة به» مبتدئاً عنوانه هذا بعنوان فرعي وهو :


أوّل من وضع أعلام
الحرم ، وبدءاً يقول : لا شكّ أنّ معرفة حدود الحرم من أهمّ ما ينبغي أن
يعتنى به ، فإنّه يتعلّق به أحكام كثيرة ، وقد اعتنى بذلك
الأنبياء(عليهم
السلام) ، والصحابة والتابعون وأئمّة المسلمين وفقهاء
الإسلام .


فعن ابن عبّاس :
أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعث يوم الفتح ـ وهو السنة الثامنة من الهجرة ـ
بتميم بن أسد الخزاعي ، فجدّد أنصاب الحرم .


وأنّ إبراهيم وضع هذه
الأنصاب يريه إيّاها جبريل .


وفي تفسير
الآية : {أَرِنَا مَنَاسِكَنَا }12 وهو قول إبراهيم(عليه السلام) ، نزل إليه
جبريل فذهب به ، فأراه المناسك ، ووقفه على حدود الحرم ، فكان
إبراهيم يرضم الحجارة ، ويحثي عليها التراب ، وكان جبريل يقفه على
الحدود13 ، فأوّل
من نصب هذه الأعلام هو إبراهيم(عليه السلام) بدلالة
جبريل .


وهذه العلامات مبنيّة
في جوانب الحرم الأربعة ، وما زالت موجودة وتجدّد في كلّ عصر عند حدوث تلف
فيها . ويطلق عليها العلماء (أنصاب الحرم) أي حدود الحرم من عموم جهاته ،
كانت رضوماً كما سمّيت بالأحاديث ، ثمّ بنيت بعد
ذلك .


وقد مرّت هذه الأعلام
بعد إبراهيم وإلى أن جدّدها رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعمليات تجديد متعدّدة
لها .


وراح المؤلّف يذكر
هؤلاء الذين جدّدوها مبتدئاً ذلك بإسماعيل(عليه السلام) ، وعدنان ابن
أدد ، وقصيّ بن كلاب ، ثمّ قريش أثناء البعثة ، ثمّ بعد ذلك تجديد
النبيّ(صلى الله عليه وآله) لأعلام الحرم .


فيقول : «لم يكن
باستطاعة النبيّ(صلى الله عليه وآله) أن يجدّد أعلام الحرم قبل الهجرة ، حيث
لم يكن يملك سلطة يومذاك ، لكنّه ما كادت أقدامه تصل إلى مكّة فاتحاً عام
(8هـ) حتّى أرسل من يقوم بهذه المهمّة العظيمة» .


وذكر المؤلّف في هذا
الخصوص أخباراً تبيّن أسماء من أرسلهم النبيّ(صلى الله عليه وآله) بهذه
الوظيفة فقد كلّف تميم بن
أسد ، والأسود بن خلف ، أمر بهذا مع عظيم مشاغله وخطورة الأعداء ،
علماً بأنّه لم يبق في مكّة ـ على أصحّ الروايات كما يقول المؤلّف ـ إلاّ عشرة
أيّام ، وراح يذكر مسؤولياته الجسام وأعماله الجليلة التي عليه إنجازها في هذه
الأيّام المعدودة ، ومع هذا لم ينس تجديد أعلام الحرم ، فكم هي مهمّة
إذن؟!


ولهذا نالت اهتماماً
كبيراً من لدن الصحابة والخلفاء والاُمراء ، بدءاً بتجديدها من قبل الخليفة
الثاني ومروراً بتجديد الخليفة الثالث حتّى قامت هيئة في زمن عثمان بن عفّان
مهمّتها تجديد الحرم وأعلامه كلّ عام .


إلاّ أنّ المصادر ـ
كما يقول المؤلّف ـ سكتت عن التجديد في أيّام عليّ(رضي الله عنه) وأيّام خلافته
إنّما قضاها في معالجة ما جدّ من الأحداث ، ثمّ إنّه أقام في الكوفة ،
وربّما أنّها لا تحتاج إلى تجديد لقرب العهد في تجديدها .


ثمّ راح المؤلّف يذكر
الذين قاموا بعملية التجديد من معاوية وعبد الملك بن مروان ، فالمهدي
العبّاسي ، وفي زمن هذا الأخير اقتصر التجديد لأعلام رؤوس الجبال ، أو
توقّف ، أو أنّ المؤرّخين سكتوا عن ذلك ، لكنّهم لم يسكتوا عن تجديد
أعلام الطرق المؤدّية إلى مكّة ، ولو رأوا شيئاً أو سمعوا شيئاً لكتبوه ،
فيما كان التجديد في زمن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وما بعده حتّى المهدي
العبّاسي يشمل جميع أعلام الحرم من جميع جوانبه ، سواء التي كانت على رؤوس
الجبال ، أو التي تقع على الطرق الرئيسيّة المؤدّية إلى
مكّة .


أمّا بقيّة خلفاء بني
أميّة أو بني العبّاس غير المذكورين أعلاه ، لم يعرف عنهم أنّهم جدّدوا أعلام
الحرم ، ولم يعرف عن خلفاء هذا العصر أي بعد المهدي العبّاسي إصلاحات في أعلام
الحرم ، اللّهمّ إلاّ في عهد الراضي .


أمّا الدليل الذي ساقه
المؤلّف على توقّف تجديد أعلام الحرم على رؤوس الجبال ، فيقول : ودليلي
على ما أقول : إنّني سرتُ حول الحرم باحثاً عن الأعلام ، التي على رؤوس
الجبال ، فرأيت (932 عَلماً) بعضها متساقط ، ما عدا علمين
أحدهما مبنيّ والآخر
مرضوم رضماً جيّداً ، ثمّ إنّ بعض الأعلام منذ سقوطها لم تحرّك حجارتها ،
وهذا يدلّ على توقّف تجديد أعلام الحرم ، التي فوق رؤوس الجبال ، منذ عهد
المهدي العبّاسي ، أي منذ ما يزيد على اثني عشر قرناً من
الزمان .


ثمّ يخلص المؤلّف إلى
أنّ أعلام الحرم الدائرة به قد جُدّدت عشر مرّات .


بدءاً بتجديد
إسماعيل(عليه السلام) ومروراً بتجديد عدنان أدد وقصي بن كلاب وقريش أثناء
البعثة ، ثمّ تجديد النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فتجديد عمر بن
الخطّاب ، وعثمان ، وانتهاءً بتجديد معاوية وعبد الملك فالمهدي
العبّاسي .


* *
*


هذا بالنسبة إلى ما
يتعلّق بالأعلام المحيطة بالحرم إحاطة السوار بالمعصم كما يعبّر المؤلّف
عنها .


وأمّا بالنسبة للنوع
الثاني من هذه الأعلام وهي الواقعة في مداخل مكّة المكرّمة ، فلا يزال التجديد
والتحديث يتعاهداها من زمن إلى زمن حتّى وقتنا الحاضر ، والمداخل المذكورة
هي :


* من طريق المدينة : ثلاثة أميال
عند بيوت السقيا ، ويقال لها : بيوت نِفار ، وهي دون
التنعيم .


* من طريق اليمن : سبعة أميال
عند إضاة لِبْن .


* من طريق العراق : سبعة أميال
على ثنية خَلّ ، وهو جبل بالمقطع .


* من طريق الطائف : من بطن
نمرة ، فذلك أحد عشر ميلاً عند طرف عرفة .


* من طريق الجعرانة : تسعة أميال
في شعب عبدالله بن خالد .


* من طريق جدّة : عشرة أميال عند
منقطع الأعشاش .


وهذه الأعلام جدّدت
سبع مرّات من قبل كلّ من :


* الراضي العبّاسي ، من جهة
التنعيم سنة 325هـ .


* المظفّر صاحب أربل ، من جهة عرضة
سنة 616هـ .


* المظفّر صاحب اليمن ، من جهة
عرفة سنة 683هـ .


* قايتباي ، من جهة عرفة سنة
874هـ .


* السلطان أحمد خان الأوّل
العثماني ، من جهة عرفة ، وأعلام التنعيم ، وأعلام الحرم التي في
طريق يلملم سنة 1023هـ .


* رمّم الشريف زيد بن محسن حدود الحرم
سنة 1073هـ .


* السلطان الغازي عبد الحميد خان
العثماني أعلام التنعيم سنة 1262هـ .


أعلام الحرم في طريق
التنعيم سنة 1262هـ .


أعلام الحرم في طريق
جدّة سنة 1263هـ .


نكتفي بهذا آملين
مواصلة تعريفنا بهذا الكتاب وقراءته في العدد القادم من مجلّتنا ميقات الحجّ إن شاء
الله تعالى .


/ 15