قصّة الكتاب
بداية طيّبة ،
وطموح عظيم ، ومنهجية عالية ، هذا ما وجدناه فيما كتبه الدكتور بن دهيش
من مقدّمة امتازت بجمالها وجاذبيّتها وهي ترسم ، إضافة إلى منهجية بحثه وطريقة
تحقيقه ، آماله ، ومعاناته التي لم تعقه عن عمله المنشود، بل راحت
تدفعه هي الاُخرى إلى مزيد من البحث والتدقيق.
لقد حملت مقدّمة كتابه
هذا أمله الذي تاقت نفسه إليه ، بل وهمّه الذي رافقه لأكثر من عقدين :
«ونفسي تتوق لمعرفة مواضع الحرم المكّي الشريف وذلك أنّه ـ وما زال الكلام للدكتور
المؤلّف ـ كان لي شرف المشاركة في بعض اللجان المكلّفة بهذا الأمر بصحبة والدي
فضيلة الشيخ عبدالله عمر بن دهيش(رحمه الله) عندما كان رئيساً لمحاكم مكّة
المكرّمة ، حيث حوَّمنا فوق بعض مواضع حدود الحرم بطائرة عمودية
(هيلكوبتر) فُرغت يومها لهذا الغرض ، وبعدها بسنوات كنت قد أشرفت على وضع أحد
العلامات الدالّة على موضع الحدّ ، على أحد الطرق الرئيسيّة المؤدّية إلى
البلد الحرام» .