صلوة التراویح بین السنة و البدعة

نجم الدین الطبسی

نسخه متنی -صفحه : 106/ 12
نمايش فراداده

ففي الحديث دلالة واضحة على قبح هذا الفعل منهم، وحينئذ:

لايجوز الجماعة بعد ارتفاع الوحي، بوفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله).

قال العلامة المجلسي(قدس سره): «ان المواظبة على الخير والاجتماع على الفعل المندوب اليه لايصير سبباً لأن يفرض على الناس، وليس الربّ تعالى غافلاً عن وجوه المصالح حتى يتفطن بذلك الاجتماع ـ نعوذ بالله ـ ويظهر له الجهة المحسّنة لايجاب الفعل...

وكيف أمرهم(صلى الله عليه وآله) مع ذلك الخوف بأن يصلوها في بيوتهم؟ ولِم لمْ يأمرهم بترك الرواتب خشية الافتراض؟

ثم ان المناسب لهذا التعليل ان يقول: خشيتُ أن يفرض عليكم الجماعة فيها، لا أن يفرض عليكم صلاة الليل كما في بعض رواياتهم. وقد ذهبوا الى أنّ الجماعة مستحبّة في بعض النوافل كصلاة العيد، والكسوف، والاستسقاء، والجنازة ولم يصر الإجتماع فيها سبباً للإفتراض، ولم ينه عن الجماعة فيها لذلك.

فلو صحت الرواية لكانت محمولة على أنَّ المراد النهي عن تكلّف ما لم يأمر اللّه به، والتحذير من أن يوجب عليهم صلاة الليل لارتكاب البدعة في الدين، ففيه دلالة واضحة على قبح فعلهم وأنّه مظنّة العقاب. واذا كان كذلك، فلا يجوز ارتكابه بعد ارتفاع الوحي