رأي فقهائنا في مشروعية نافلة شهر رمضان إنَّ من أنعم النظر في كُتُبنا الفقهية، وتصفَّح ابواب الصلوات المندوبة تراه يقف على باب فيها بعنوان نافلة شهر رمضان والبحث عن اثبات مشروعيتها وعرض الأدلة عليها، مما يفهم منه أنه من الامور المسلّمة المفروغ عنها عند الامامية، وانه مما أجمعت الطائفة على شرعيتها وجوازها. كما اجمعت السنة على جوازها وشرعيتها، ومن نسب الى الامامية غير هذا الامر، فهو قليل الباع وضعيف الاطلاع(1) على مباني الامامية وآرائهم وكتبهم واستدلالاتهم ويكفينا في المقام شاهداً، كلام العلامة العاملي.
قال السيد العاملي:
«نافلة شهر رمضان: المشهور بين الاصحاب استحبابها كما في المختلف والمقتصر وغاية المرام والروض ومجمع
1 ـ يقول السرخسي «الامّة أجمعت على شرعيتها ـ نوافل رمضان، صلاة التراويح ـ ولم ينكرها أحد من أهل العلم إلاّ الروافض..» (المبسوط 2:145). يقول المحقق النجفي: «نافلة شهر رمضان: والأشهر في الفتاوى والروايات استحباب هذه النافلة، بل هو المشهور بين الأصحاب نقلاً وتحصيلاً شهرة كادت تكون إجماعاً وبالجملة لم نعثر على خلاف في ذلك من عدا الصدوق، إذ اقتصار الإسكافي على زيادة الأربع ليلاً وترك التعرض من ابن ابي عقيل وعلي بن بابويه ليس خلافاً..».(جواهر الكلام 12:182). ويرى الزحيلي انها سُنّة موكّدة واول من سنَّها رسول الله(صلى الله عليه وآله) (الفقه الاسلامي وادلته 2:1088).