منتقی من منهاج الاعتدال فی نقض کلام اهل الرفض و الاعتزال و هو مختصر منهاج السنة

احمد بن عبد الحلیم بن تیمیه؛ خلاصه کننده: محمد بن احمد ذهبی؛ مصحح: خطیب، محب الدین

نسخه متنی -صفحه : 498/ 471
نمايش فراداده

الفصل الخامس تخرصات الشيعة في إمامة الصديق والفاروق وذي النورين

قال إن من تقدمه لم يكن إماما لوجوه قلنا بل كانوا أئمة صالحين للإمامة فتح الله بهم البلاد والأقاليم وكانوا خلفاء راشدين وما خالف في هذا مسلم سواكم معشر الرافضة وكانوا أحق بها وأهلها نقطع بذلك ولا يمكن أن يعارض لا بدليل ظني ولا قطعي أما القطعيات فلا يتناقض موجبها ومقتضاها وأما الظنيات فلا تعارض قطعيا وجملة ذلك أن كل ما يورده القادح فلا يخلو عن أمرين إما نقل لا نعلم صحته أو لا نعلم دلالته على بطلان إمامتهم وأي المقدمتين لم يكن معلوما لم يصلح لمعارضة ما علم قطعا وإذا نفينا الإعتراض على إمامتهم بالقطع لم يلزمنا الجواب على الشبهة المفصلة فإن بينا وجه فساد الشبهة كان زيادة علم وتأييدا للحق في النظر والمناظرة قال فمنها قول أبي بكر إن لي شيطانا يعتريني فإن استقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني ومن شأن الإمام تكميل الرعية فكيف يطلب منهم الكمال قلنا المأثور أنه قال إن لي شيطانا يعتريني يعني الغضب فإذا إعتراني فاجتنبوني لا أوثر في أبشاركم وقال أطيعوني ما أطعت الله فإذا عصيت فلا طاعة لي عليكم وهذا القول من أفضل ما مدح به يخاف عند الغضب أن يعتدي على أحد وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان فأمر الحاكم باجتناب الحكم حال الغضب والغضب يعتري بني آدم كلهم حتى قال سيد ولد آدم إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر متفق عليه ولمسلم أن رجلين دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغضباه فلعنهما وسبهما وذكر الحديث فمن عصى أبا بكر وأحرجه جاز له تأديبه