نزعه الدینیه بین الالهیین و المادیین

فاضل موسوی جابری

نسخه متنی -صفحه : 56/ 16
نمايش فراداده

الله ما هو ، فقد كثر عليّ المجادلون وحيروني ؟ فقال أبو عبدالله عليه السلام : « هل ركبت سفينة قط ؟ » قال : نعم . قال « فهل كُسِر بك حيث لا سفينة تنجيك ؟ » قال : نعم . قال : « فهل تعلّق قلبك هنالك ، أنّ شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلّصك من ورطتك ؟ » قال : نعم . قال الإمام الصادق عليه السلام : « فذلك الشيء هو الله ، القادر على الانجاء حيث لا منجي ، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث » (1).

ثمّ إن الالتجاء إلى الله تعالى في حالات الخوف لا يكون دليلاً على أن وجود الواعز الديني عند الإنسان هو نفس الخوف ، وإنما يكون ذلك السلوك من الإنسان دليلاً على أنه لو لم يكن الإنسان قد آمن بهذا الخالق العظيم في طيات نفسه وضميره ، واعتقد ذلك بما لا يقبل الشك ، لما كان قد تعلق قلبه في وقت الشدة والخوف به ، حيث لا منجي إلاّ هو لاَن الإنسان قد يعتريه التكبّر والجحود ، لا لكونه ليس مؤمناً في واقع فطرته ، وإنما بسبب نزعة التمرد عنده ، وهذا ما يشير إليه القرآن صريحاً بقوله:

( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً ) (2). وقوله : ( وَكَانَ الاِِْنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً ) (3).

إذن فالإنسان الذي يلتجىَ في حالات الخوف إلى الله ( إنما يكون تصور الخوف سبباً للانتباه إلى وجود الإله الخالق عبر ذلك الإذعان الفطري ، وذلك البرهان العقلي ، لا سبباً موجداً له في الذهن ، وكم فرق بين

1) نوادر الأخبار : ص65 ، بحار الأنوار | للعلامة المجلسي 3 : 41 .

2) سورة النمل : 14 .

3) سورة الكهف : 54 .