رحاب الذهن ومبدعاً له ، والصحيح في المقام هو الأول دون الثاني) (1).
ثالثاً : النظرية الماركسية
تذهب الماركسية في تعليلها لظهور الدين ، إلى أن الدين من صنع الطبقات البرجوازية التي سيطرت علىرؤوس الأموال ، وامتلكت الأراضي ووسائل الانتاج واتخذت من الدين وسيلة لتخدير العمال والفلاحين ،
لئلا يقوموا بثورات تحررية ضدهم .فالدين وليد حاجة الطبقة البرجوازية وذلك للاِبقاء على الفوارق الطبقية في المجتمع عن طريق خداع
الكادحين بجرعات الأمل الكاذب ، واليأس من السعادة في هذه الدنيا ، من خلال شدّهم إلى عالم الوهم
والخيال ، وهو عالم الآخرة .يقول ماركس : ( إن التعاسة الدينية ، في الوقت الذي تكشف فيه عن التعاسة الحقيقية ، بمثابة اعتراض على
هذه التعاسة ، الدين عبارة عن أنين كائن بائس ، وقلب عالم قاسٍ ، وروح وجود لا روح فيه ، الدين أفيون
الشعوب .إن اختفاء الدين الذي هو بمثابة سعادة الناس الوهمية ، يعتبر من مقتضيات سعادتهم ، إننا نريد أن
نهبَ الناس سعادة حقيقية ، فلا بدَّ من أخذ هذه السعادة الوهمية منهم ، .... وعليه فإن انتقاد الدين
يعني ـ حتماً ـ
1) الله خالق الكون | جعفر الهادي : 34 .