نزعه الدینیه بین الالهیین و المادیین

فاضل موسوی جابری

نسخه متنی -صفحه : 56/ 17
نمايش فراداده

انتقاد بحار الدموع الّتي يؤلف الدين هالة حولها . انتقاد الدين ، يخرج الإنسان من الخطأ ، لكي يستطيع أن يفكر كإنسان أدرك خطأه ، وأصبح متمسكاً في عقله ، فيعمل وفق ذلك ، ويخلق واقعه ، لكي يدور حول الشمس الحقيقية ، أي حول نفسه ) (1).

مناقشة النظرية

إن خواء وهزل هذه النظرية واضحٌ كلَّ الوضوح ، حيث اعتبر ماركس أن الدين عبارة عن مخدر للشعوب المستضعفة ، وهو من صنع طبقة تتحكم برؤوس الأموال ، وتسيطر على مقدرات الشعوب ، وهي الطبقة البرجوازية ، فمن خلال الدين ـ المخدر ـ يستطيع أبناء هذه الطبقة المحافظة على عروشهم ، ومصّ النقمة الجماهيرية الرافضة للاستعباد .

ولا أدري كيف غفل ـ أو تغافل ـ ماركس عن حقائق مهمة قبل طرح هذه النظرية ، وكيف ساوى بين جميع الأديان بهذه التهمة القاسية ؟! وللجواب على هذا الرأي نقول :

1 ـ إن الدين كما هو ثابت في علوم الآثار والانثروبولوجيا متأصّلٌ في الوجود الإنساني ، وقد أظهرت الآثار الصحيحة للحضارات البالية ، وتلك النقوش التي وجدت على جدران الكهوف ، بما لا يقبل الشكّ ، وجود الدين والتدين منذ أقدم العصور ، وحتّى الشيوعية الأولية أو الأُولى ـ على حد تعبير الماركسيين ـ قبل أن يكون هناك أصحاب رؤوس أموال أو برجوازيين ، وقبل أن تكون هناك طبقة البروليتاريا الثائرة في وجوههم.

1) الفطرة | المطهري : 164 ، دور الدين في حياة الانسان | الآصفي : 2 .