نزعه الدینیه بین الالهیین و المادیین

فاضل موسوی جابری

نسخه متنی -صفحه : 56/ 20
نمايش فراداده

الحديث:

1 ـ عن أبي عبدالرحمن السلمي ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : « أما بعد ، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة ، فتحه الله لخاصة أوليائه » ـ إلى ان قال ـ : « هو لباس التقوى ، ودرع الله الحصينة ، وجنّته الوثيقة ، فمن تركه ألبسه الله ثوب الذُلّ ، وشمله البلاء.. » (1).

وهكذا نجد أن النصوص الإسلامية طافحة في الحثّ على الجهاد ، وعدم القعود والتقاعس ، بل ان بعض النصوص تؤكّد أنّه يجب أن يدافع الإنسان بكلّ قوته عن ماله وأهله (2). فضلاً عن عرضه ووطنه وعزّته .

فالإسلام ليس أفيون الشعوب ، بل نراه يحثّ على الثورة والمجاهدة ، ففي نظر الإسلام أنّ الإنسان إذا تسلط على الغير بالقوة ، وفرض سيطرته على الآخرين بالقهر ، فذلك هو « الطاغوت » الذي لا بدّ من إشعال الثورة ضده ، حتّى يتم تحطيمه وأسقاطه ، فالطاغوت هو من يطغى بنفسه مستكبراً على سنّة ربِّه ، ويريد هو وحفنة من أمثاله أن يفرضوا على الناس طاعتهم ، ويسلّموا مصيرهم إليهم . فعندما يكون في المجتمع شخص أو فئة من هذا القبيل فالإسلام يأمر أتباعهُ حينئذٍ بمحاربته ومقاومته بكلّ ما أُوتوا من قوة ، قال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) (3). وقال تعالى : ( فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) (4).

1) المصدر السابق 15 : 14 .

2) الوسائل | الحر العاملي 15 : 141 .

3) سورة النحل : 16|36 .

4) سورة البقرة : 2|256 .