« هوميروس »: « الإلياذة » ، و« الأوديسا » ، وهما سلسلتان من القصص الشعرية عند قدماء اليونان ، حيث نرى فيها ذكر أسماء آلهتهم ، وآلهة خصومهم ، ووصف القبريات والضحايا والتوسلات .
أما في الشرق الأقصى ، فإنّ الأمر واضح جداً ، كما تؤكّد ذلك الأبحاث المعمّقة للانثروبولوجيا ، الّتي تثبت أنّ النزعة الدينية لم تفارق العالم الشرقي أبداً ، هذا ما تؤكّده الأبحاث العلمية .
ولكن إذا أردنا وجهة نظر الدين نفسه ، فإنّ الإسلام وغيره من الديانات السماوية ، تؤكّد بأنّ الشريعة الإلهية صاحبت البشرية منذ أول الخليقة ( آدم عليه السلام ) ، وذلك من خلال تعليمه الأسماء الّتي فيها الأحكام المتعلّقة بسلوكه وسلوك بنيه نحو خالقه ، بعد انتهاء فصول تلك المعركة الّتي دارت رحاها ما بين آدم عليه السلام وإبليس ، وما ترتّب عليها من خروج آدم عليه السلام من الجنة ، ثمّ توبته وتلقّيه الكلمات الإلهية ، وأُوضِح له الحلال والحرام وحدود العلاقات الاجتماعية وما شابه ذلك ، قال تعالى :
( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (1).
إذا اتضح هذا بقي لدينا سؤال يطرح في المقام وهو أنّه لماذا يعتنق الإنسان الدين ـ أي دين كان ـ ؟ وما هو سبب تجذّر النزعة الدينية في النفس البشرية ؟ وهل يمكن للاِنسان أن يعيش يوماً من الأيام من دون دين ؟
1) سورة البقرة : 2|38 ـ 39 .