الخارجية ، مثل غريزة السيطرة ، وللغريزة أياً كان نوعها مظهران : مظهر جسمي ، ومظهر نفسي . وإن كان هذان المظهران متكاملين وليسا منفصلين ، فالمظهر النفسي يتمثل بالأنفعال ، والمظهر الجسمي في النزوع أو السلوك (1) .
ومن هذا البيان يظهر أن الغريزة يشترك فيها الإنسان والحيوان على حدٍّ سواء ، إلاّ أن الإنسان مضافاً إلى وجود الغريزة فيه ، فقد منحه الله تعالى الفطرة والعقل ، الذي فيهما يستطيع أن يتكامل ، ويحكم الأرض ويسيطر عليها ، ويسخر ثرواتها من أجل خدمته وراحته وسعادته ، بينما يبقى الحيوان تسيّره الغريزة بلا وعي أو إدراك .
وهي تلك الحالة الواعية في شخصية الإنسان التي من خلالها يهتدي إلى الاشياء ، ويحبّ الخير والعدل والاحسان ، والإيمان بالله تعالى ، فهي مجموعة من الأمور كانت ولا تزال تعرف باسم الإنسانية ، أي إنّها أصيلة في الإنسان وليست مكتسبة ، وهي أقرب إلى الوعي ، فالإنسان يستطيع أن يعرف الشيء الذي يعرفه من خلال الفطرة التي تتعلق بأُمور نطلق عليها : الأُمور الإنسانية ، باعتبارها أُموراً تتجاوز شؤون الحيوان (2) .
والنتيجة المستخلصة هي : « أنّ الفطرة في الإنسان هي خلقته بكيفية معينة ، تنطوي على مجموعة من الميول والمعارف ، وهذه الميول والمعارف رُكّبت وركّزت في أعماق الإنسان ، بمقتضى خلقته ، فتكون الفطرة هي
1) علم النفس العام | د . عيسوي : 48 . 2) الفطرة | المطهري : 23 ـ 24 .