نزعه الدینیه بین الالهیین و المادیین

فاضل موسوی جابری

نسخه متنی -صفحه : 56/ 34
نمايش فراداده

رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمَتَ مَا هؤُلاَءِ يَنطِقُونَ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَالا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) (1) ، وكذلك محاججته لنمرود المعبّر عنها في قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِيْ وَيُمِيتُ .

قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ .

قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ .

فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (2).

علّة توجّه البشر إلى الله

هل إنّ ما ذكرناه كافٍ في إثبات علّة توجّه البشر نحو الله ؟ أم لا يزال السؤال قائماً عن هذا التوجّه ، لاَيّ سبب كان ، ولماذا يتّخذ الإنسان ديناً وعبادةً وطقوساً ؟ وفي معرض الجواب على مثل هذا السؤال ، الذي يتطلب الكثير من الكلام ، وصياغة براهين عقلية ونفسية معمّقة ومتعددة ، إلاّ أننا سوف نقتصر على اليسير منه طلباً للاختصار . وعليه نقول :

إن ذلك ناتج بسبب قانونين أساسيين في الفكر البشري ، أحدهما قانون السببية ، والآخر قانون الغائية .

أولاً ـ قانون السببية

ويتلخّص هذا القانون في أنّه لا يوجد شيء من

1) سورة الأنبياء : 21|56 ـ 67 .

2) سورة البقرة : 2|258 .