تعالى ، وضرورة وجود الدين ، لتطلّب ذلك مئات الصفحات .
وبعد هذه الأقوال الّتي صدرت من أساطين العلم وعباقرته ، هل يسع أصحاب نظرية الجهل أن يتحفونا بتعليل لهذه الأقوال ، أو يأتونا بدليل أقوى من أدعائهم السابق ؟ قال تعالى ، وقوله الحقّ :
( ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) (1) . و( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَن نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) (2).
أما لو رجعنا إلى الدين الإسلامي لرأينا أنه يؤكد على أن التوجّه الديني لا بد أن ينساق مع فكر الإنسان وعلمه لا عن جهله وتقليده ، ومن هنا وردت عشرات النصوص التي
تدعو الإنسان إلى التفكّر في ملكوت السموات والأرض ، وهو ما يعبر عنه في علم العقيدة ببرهان النظم الذي يقوم على أساس أن الاهتداء إلى وجود الله سبحانه إنما يكون عن طريق مشاهدة النظام الدقيق البديع السائد في عالم الكون ، حيث نرى أن القرآن الكريم يلفت نظر الانسان إلى السير في الآفاق والأنفس ويقول:
( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الاَْفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) (3).
ويقول :
( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالاََْرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِن مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الاََْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ
1) سورة الروم : 30|30 . 2) سورة الانعام : 6|83 . 3) سورة فصلت : 53 .