نزعه الدینیه بین الالهیین و المادیین نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالاََْرْضِ
لاََيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (1) .ويقول أمير المؤمنين عليه السلام : « ألا ينظرون الى صغير ما خلق ؟ كيف أحكم خلقه وأتقن تركيبه ،
وخلق له السمع والبصر ، وسوّى له العظم والبشر ، انظروا الى النملة في صغر جثتها ، ولطافة هيئتها ،
لا تكاد تُنال بلحظ البصر ، ولا بمستدرك الفكر ، كيف دبت على أرضها ، وصبت على رزقها ، تنقل الحبة الى
جحرها ، وتعدها في مستقرها ، تجمع في حرها لبردها ، وفي وردها لصَدْرها ... فالويل لمن أنكر المقدِّر
وجحد المدبِّر » (2).وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال : « أول العبر والادلة على الباري جل قدسه ، تهيئة هذا
العالم ، وتأليف أجزائه ونظمها على ما هي عليه ، فإنك إذا تأملت العالم بفكرك ، وميزته بعقلك ، وجدته
كالبيت المبني المعد فيه جميع ما يحتاج إليه عباده ، فالسماء مرفوعة كالسقف ، والأرض ممدودة
كالبساط ، والنجوم منضودة كالمصابيح ، والجواهر مخزونة كالذخائر ، وكل شيء فيه لشأنه معد ،
والإنسان كالمملّك ذلك البيت ، والمخوَّل جميع ما فيه ، وضروب النبات مهيئة لمآربه ، وصنوف الحيوان
مصروفة في مصالحه ومنافعه ، ففي هذا دلالة واضحة على ان العالم مخلوق بتقدير وحكمة ونظام وملائمة ،
وان الخالق له واحد ، وهو الذي ألّفه ونظّمه بعضاً إلى بعض جل قدسه وتعالى جده » (3).