وقيل لكونه كان بخيلا وقيل لانه كند أباه أي عقه ( والكند القطع ) وقد كنده ومما يستدرك عليله قال
الاعشى أميطى تميطي بصلب الفؤاد وصول حبال وكنادها أي قطاعها وثعلبة بن الكنود محدث وقال الليث
كندد البازى كقنفذ مجثم يهيأ له من خشب أو مدر وهود خيل ليس بعربي نقله الصاغانى [ الكنعد سمك بحرى ]
كالكنعت وأرى تاءه بدلا وأنشد قل لطغام الازد لا تبطروا بالشيم والجريث والكنعد وقال جرير كانوا
إذا جعلوا في صيرهم بصلا ثم اشتووا كنعدا من مالح جدفو
|488|
[ الكود المنع ] ومنه حديث عمرو بن العاص ولكن ما قولك في عقول كاادها خالقها قال ثعلب أي منعها ( و )
يقال ( كاد ) زيد ( يفعل ) كذا ( و ) حكى أبو الخطاب ان ناسا من العرب يقولون ( كيد ) زيد يفعل كذا وما زيل
يفعل كذا يريدون كاد وزال وقدر وى بيت أبى خراش وكيد ضباع القف يأكلن جثتي وكيد خراش يوم ذلك ييتم (
كودا ) بالواو وكادا بالالف وكيدا بالياء ( ومكادا ومكادة ) هكذا سرد ابن سيده مصادره أي هم و ( قارب
ولم يفعل ) وقال الليث الكود مصدر كاد يكود كودا ومكادا ومكادة وكدت أفعل كذا أي هممت ولغة بنى عدى
بالضم وحكاه سيبويه عن بعض العرب وفى الافعال لابن القطاع كاديكاد دكادا وكوداهم وأكثر العرب على
كدت أي بالكسر ومنهم من يقول كدت أاى بالضم وأجمعوا على يكاد في المستقبل ونقل شيخنا عن تصريف
الميداني أنه قد جاء فيه فعل أي بالضم يفعل بالفتح على لغة من قال كدت تكاد بضم الكاف في الماضي قال
شيخنا وذكر غيره وقالوا هو مما شذ في باب فعل بالضم فان مضارعه لا يكون الا يفعل بالضم وقد سبق أنه
شذاب وما معه وهذا مما زادوه كما في شروح اللامية وقال الزمخشري قدحولوا عند اتصال ضمير الفاعل فعل
من الواو إلى فعل ومن الياء إلى فعل ثم نقلت الضمة والكسرة إلى الفاء فيقال قلت وقلن وبعت وبعن ولم
يحولوا في غير الضمير الا ما جاء في قول ناس من العرب كبد يفعل وما زيل قلت وأورد هذا البحث أبو جعفر
اللبلى في بغية الآمال وألممنا ببعضه في التعريف بضروري اللغة والتصريف فراجعه وفى اللسان كادوضعت
لمقاربة الشئ فعل أو لم يفعل ( مجردة تنبئ عن نفى الفعل ومقرونة بالجحد تنبئ عن وقوعه ) أي الفعل وفى
الاتقان للسيوطي كادفعل ناقص أتى منه الماضي والمضارع فقط له اسم مرفوع وخبر مضارع مجرد من أن
ومعناها قارب فنفيها نفى للمقاربة واثباتها اثبات للمقاربة واشتهر على ألسنة كثير أن نفيها اثبات
واثباتها نفى فقولك كاد زيد يفعل معناه لم يفعل بدليل وان كاد وا ليفتنونك وما كاد يفعل معناه فعل
بدليل وما كادوا يفعلون أخرج ابن أبى حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال كل شئ في القرآن كادو أكاد
ويكاد فانه لا يكون أبدا وقيل انها تفيد الدلالة على وقوع الفعل بعسر وقيل نفى الماضي اثبات بدليل
وما كادوا يفعلون ونفى المضارع نفى بدليل لم يكد يراها مع انه لم ير شيأ والصحيح الاول انها كغيرها
نفيها نفى واثباتها اثبات فمعنى كاد يفعل قارب الفعل ولم يفعل وما كاد يفعل ما قارب الفعل فضلا عن أن
يفعل فنفى الفعل لازم من نفى المقاربة عقلا وأما آية فذبحوها وما كادوا يفعلون فهو اخبار عن حالهم
في أول الامر فانهم كانوا أولا بعداء من ذبحها واثبات الفعل انما فهم من دليل آخر وهو قوله تعالى
فذبحوها وأما قوله لقد كدت تركن إليهم مع انه صلى الله علليه وسلم لم يركن لا قليلا ولا كثيرا فانه
مفهوم من جهة أن لو لا الامتناعية تقتضي ذلك انتهى وفى اللسان وقال أبو بكر في قولهم قد كاد فلان
يهلك معناه قد قارب الهلاك ولم يهلك فإذا قلت ما كاد فلان يقوم فمعناه قام بعدابطاء وكذلك كاد يقوم
معناه قارب القيام ولم يقم قال وهذا وجه الكلام ثم قال ( وقد تكون ) كاد ( صلة للكلام ) أجاز ذلك الاخفش
وقطرب وأبو حاتم واحتج قطرب بقول زيد الخيل سريع إلى الهيجاء شاك سلاحه فما ان يكاد قرنه يتنفس
معناه ما يتنفس قرنه وقال حسان وتكاد تكسل أن تجئ فراشها في لين خرعبة وحسن قوام معناه وتكسل ( ومنه )
قوله تعالى ( لم يكد يراها أي لم يرها ) ولم يقارب ذلك وقال بعضهم رآها من بعد أن لم يكد يراها من شدة
الظلمةفاتضح بذلك ان قول شيخنا كون كاد صلة للكلام لا قائل به الا ما ورد عن ضعفة المفسرين تحامل على
المصنف وقصور لا يخفى وقال الاخفش في قوله تعالى لم يكد يراها حمل على المعنى وذلك أنه لا يراها وذلك
انك إذا قلت كاد يفعل انما تعنى قارب الفعل ولم يفعل على صحة الكلام وهكذا معنى هذه الآية الا أن
اللغة قد أجازت لم يكد يفعل وقد فعل بعد شدة وليس هذا صحة الكلام لانه إذا قال كاد يفعل فانما يعنى
قارب الفعل وإذا قال لم يكد يفعل يقولم لم يقارب الفعل الا ان اللغة جاءت على ما فسر وقال الفراء
كلما أخرج يدة لم يكد يراها من شدة الظلمة لان أقل من هذه الظلمة لا ترى اليد فيه وأما لم يكد يقوم