ضلال يا متى ولقد ضل كثيرون هكذا اذ لم يفقهوا معنى الكلام لانه لا يجب على الانسان أن يلاحظ ظاهر الكلام بل معناه اذ الكلام البشري بمثابة ترجمان بيننا وبين الله الا تعلم أنه لما اراد الله أن يكلم آباءنا على جبل سيناء صرخ آباؤنا كلمنا انت يا موسى ولا يكلمنا الله لئلا نموت وماذا قال الله على لسان اشعيا النبي أليس كما بعدت السموات عن الارض هكذا بعدت طرق الله عن طرق الناس وأفكار الله عن افكار الناس
إن الله لايدركه قياس الى حد اني ارتجف من وصفه ولكن يجب أن اذكر لكم قضية فأقول لكم اذا أن السموات تسع وأنها بعضها يبعد عن بعض كما تبعد السماء الاولى عن الارض التي تبعد عن الارض سفر خمس مئة سنة وعليه فان الارض تبعد عن أعلى سماء مسيرة أربعة آلاف وخمس مئة سنة فبناءا على ذلك أقول لكم أنها بالنسبة الى السماء الاولى كرأس ابرة ومثلها السماء الأولى بالنسبة الى الثانية وعلى هذا النمط كل السموات الواحدة منها اسفل مما يليها ولكن كل حجم الارض مع حجم كل السموات بالنسبة الى الجنة كنقطة بل كحبة رمل أليست هذه العظمة مما لا يقاس