ایضاح الدلیل فی قطع حجج اهل التعطیل

محمد بن ابراهیم بن جماعه

نسخه متنی -صفحه : 79/ 69
نمايش فراداده

وقوله فإن ربه بينه وبين القبلة معناه أن توجهه إلى القبلة مفض إلى قصده لربه فصار كأن مقصوده بينه وبين القبلة فيجب احترامها

الحديث الثامن والعشرون

عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اهتز العرش لموت سعد ابن معاذ وفي رواية اهتز عرش الرحمن لموت سعد أما الاهتزاز فالمراد منه السرور والفرح والاستبشار يقال فلان يهتز للمدح ويهتز لكذا إذا سر وفرح أما العرش فالمراد حملته والطائفون به فحذف المضاف كقوله تعالى واسأل القرية ومنه فما بكت عليهم السماء والأرض أي أهلها ومنه هذا جبل يحبنا ونحن نحبه يعني أهله ومعنى الحديث سرور الملائكة فرحا بقدوم روح سعد

الحديث التاسع والعشرون

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى يا ابن آدم مرضت فلم تعدني فيقول يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده الحديث إلى آخره وفي رواية لوجدت ذلك عندي لا خلاف في تأويل هذا الحديث فإنه أطلق المرض والاستسقاء والاستطعام على نفسه وإنما المراد ولي من أوليائه وهذا كقوله تعالى إن تنصروا الله ينصركم إن الذين يؤذون الله ورسوله والمراد أولياء الله ودينه وقوله لوجدتني عنده أي لوجدت ثوابي ورحمتي وكرامتي ورضواني ومنه قوله تعالى ووجد الله عنده أي لوجد جزاء الله عنده ولذلك قال فوفاه حسابه

الحديث الموفي ثلاثين

حديث عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء ثم كتب في كل شيء ثم خلق السموات والأرض فيه دليل على أنه سبحانه لم يكن معه شيء غيره لا العرش ولا الماء غيرهما لأنه نفى الغير مطلقا وقوله وكان عرشه على الماء أي ثم خلق العرش على الماء ثم كتب في الذكر وهو اللوح المحفوظ كل شيء وأما حديث أبي رزين العقيلي أين كان ربنا قال كان في عماء فهو حديث ضعيف تفرد به يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس ويقال حدس وسيأتي تأويله بتقدير ثبوته في قسم الحديث الضعيف إن شاء الله تعالى

الحديث الحادي والثلاثون

في الذي أوصى أن يحرق ويذر رماده في البحر الحديث بطوله قال فيه في رواية فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني وفي رواية لعلي أضل الله ظاهره مشكل فإنه إن كان مؤمنا يعتقد البعث لم يخفه ذلك وإن لم يعتقد البعث فهو كافر فكيف غفر له وجواب ذلك أما قوله لئن قدر الله علي ليس هو من القدرة بل هو من التقدير الذي هو التضييق ومنه قوله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر أي ينيق فمعناه لئن ضيق الله علي عفوه ومنه قوله تعالى فظن أن لن نقدر عليه أي نضيق لأن النبي لا يجهل صفة من