العلامة في ترجمة نفسه في كتابه ( خلاصة الرجال ) كان في سنة ( 693 ) ه وتأليفه كان بالتماس من ابنه على
ما صرح في شرح خطبة القواعد بقوله : إني لما اشتغلت على والدي قدس الله سره في المعقول والمنقول
وقرأت عليهكثيرا من كتب أصحابنا فالتمست منه أن يعمل لي كتابا في الفقه جامعا لقواعده حاويا
لفرائده الخ وصرح والده الشريف أيضا بذلك في خطبة القواعد بقوله : فهذا كتاب " قواعد الأحكام في
معرفة الحلال والحرام " ( إلى قوله ) إجابة لالتماس أحب الناس إلى وأعزهم على وهو الولد العزيز ( محمد )
الذي أرجو من الله طول عمره بعدى الخ . فينتج من هذه المقدمات أنه قدس سره كان في السنة الحادية عشر
من عمره جامعا للمعقول والمنقول وإنه قرء على والده كتبا كثيرة من الأصحاب فمن قال إنه في السنة
العاشرة من عمره الشريف فاز درجة الاجتهاد لم يكن قوله ببعيد والاستبعاد ناش من عدم التأمل - ويؤيد
ذلك أن كاشف اللثام أيضا فاز بتلك الدرجة قبل بلوغه كما
|11|
صرح به في أول كتابه كشف اللثام بقوله : وقد فرغت من تحصيل العلوم معقولها و منقولها ولم أكمل ثلاث
عشرة سنة وشرعت في التصنيف ولم أكمل إحدى عشر وصنفت " الحريص على فهم شرح التلخيص " ولم أكمل خمسة عشر
سنة وقد كتبت قبله من كتبي ما ينيف على عشرين من متون وشروح ( إلى أن قال ) وكنت ألقي من الدروس وأنا
ابن ثمان سنين شرحي التلخيص للتفتازاني مختصره ومطوله انتهى ) . مدحه الفقيه الأعظم والهمام المعظم
وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها جليل القدر عظيم المنزلة رفيع الشأن كثير العلم وحيد عصره وفريد
دهره قدوة المحققين مقتدى الخلائق أجمعين المخصوص بعناية رب العالمين جيد التصانيف حاله في علو
قدره وسمو مرتبته وكثرة علومه أشهر من أن يذكر حتى أن تلميذه ( الشهيد الأول ) مع أنه قلما يثني على
أحد قد أثنى عليه في بعض إجازاته ثناء بليغا بقوله ( كما في الروضات ) : الشيخ الإمام سلطان العلماء
ومنتهى الفضلاء والنبلاء خاتمة المجتهدين فخر الملة والدين ( انتهى ) ( وفي أمل الآمل ) للشيخ الحر
العاملي عامله الله بلطفه الكامل : كان فاضلا محققا فقيها ثقة جليلا انتهى ، وكفى في مدحه أن والده
العلامة يعظمه ويثنى عليه ويعتنى بشأنه كثيرا حتى أنه ذكره في صدر جملة من مصنفاته الشريفة وأمره في
وصيته التي ختم بها القواعد باتمام ما بقي ناقصا من كتبه بعد حلول الأجل واصلاح ما وجد فيها من الخلل
. وإليك كلمات والده في حقه التذكرة : أما بعد فإن الفقهاء عليهم السلام هم عمدة الدين ونقلة شرع رسول
رب العالمين ( إلى أن قال ) وقد عزمنا في هذا الكتاب الموسوم ( بتذكرة الفقهاء ) على تلخيص فتاوى
العلماء ( إلى أن قال ) إجابة لالتماس أحب الخلق إلي وأعزهم علي ولدي ( محمد ) أمده الله تعالى
بالسعادات ووفقه لجميع الخيرات وأيده بالتوفيق وسلك به نهج التحقيق ورزقه كل خير ودفع عنه كل ضير
وآتاه عمرا
|12|
مديدا سعيدا وعيشا هنيئا رغيدا ووقاه الله كل محذور وجعلني فداه في جميع الأمور ( انتهى ) . الارشاد :
أما بعد فإن الله تعالى كما أوجب على الولد طاعة أبويه كذلك أوجب عليهما الشفقة عليه بإبلاغ مراده
في الطاعات وتحصيل مآربه من القربات و لما كثر طلب الولد العزيز ( محمد ) أصلح الله له أمر داريه
ووفقه للخير وأعانه الله عليه ومد الله له في العمر السعيد والعيش الرغيد لتصنيف كتاب يحتوي النكت
البديعة ( إلى أن قال ) فأجبت مطلوبه وصنفت هذا الكتاب الموسوم بإرشاد الأذهان ( إلى أن قال ) والتمست
منه المجازاة على ذلك بالترحم على عقيب الصلوات والاستغفار في الخلوات واصلاح ما يجده من الخلل
والنقصان ( انتهى ) الالفين : أما بعد فإن أضعف عباد الله تعالى ( الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ) يقول
: أجبت سؤال ولدي العزيز ( محمد ) أصلح الله له أمر داريه ، كما هو بر بوالديه ، ورزقه أسباب السعادات
الدنيوية والأخروية ، كما أطاعني في استعمال قواهالعقلية والحسية ، وأسعفه ببلوغ آماله كما أرضاني
بأقواله وأفعاله ، وجمع له بين الرياستين ، كما أنه لم يعصني طرفة عين من إملاء هذا الكتاب الموسوم
به ( كتاب الألفين ) ( إلى أن قال ) وجعلت ثوابه لولدي ( محمد ) وقاني الله عليه كل محذور و صرف عنه جميع
الشرور ، وبلغه جميع أمانيه ، وكفاه الله أمر معاديه وشانيه ( انتهى ) القواعد : أما بعد فهذا كتاب
قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام ( إلى أن قال ) إجابة لالتماس أحب الناس إلي وأعزهم علي وهو
الولد العزيز ( محمد ) الذي أرجو من الله تعالى طول عمره بعدى وأن يوسدني في لحدي وأن يترحم علي بعد