فکر الخالد فی بیان العقائد

جعفر سبحانی تبریزی؛ ترجمه: خضر ذوالفقاری

نسخه متنی -صفحه : 425/ 107
نمايش فراداده

البرهان الثاني: المسيح والآثار البشرية

يؤكّد القرآن الكريم أنّ المسيح ـ عليه السَّلام ـ وأُمّه شأنهم شأن بقية الأنبياء يأكلون الطعام لتلبية حاجاتهم ورفع النقص قال تعالى: ( مَّا الْمَسيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدّيقَةٌ كَانَا يَأَكُلاَنِ الطَّعَامَ... ).(1)

وهذا يعني أنّه ليس بين المسيح وأُمّه وبين غيره من الأنبياء والرسل أيُّ فرق وتفاوت، فهم يأكلون عندما يجوعون ويتناولون الطعام كلّما أحسّوا بالحاجة إليه، ومن المعلوم أنّ الاحتياج دليل الإمكان، والإله منزّه عن الحاجة والإمكان.

فالمسيح ـ عليه السَّلام ـ إنسان ممكن ولد من إنسان ممكن آخر وهي السيدة مريم ـ عليها السَّلام ـ ، وكلاهما يطيعان اللّه سبحانه ويعبدانه ويتوسّلان لسدِّ جوعهم بتناول الطعام، ومع هذه الصفات كيف يمكن لإنسان عاقل أن يعتقد بإلوهيتهما؟!

إنّ هذه الآية لا تبطل إلوهية المسيح فحسب، بل تبطل إلوهية أُمّه أيضاً، إذ يستفاد من بعض الآيات

إنّ مريم ـ عليها السَّلام ـ كانت معرضاً لهذه التصوّرات الباطلة أيضاً حيث يقول سبحانه:

( ...ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَ أُمِّيَ إِلهَيْنِ مِن دُونِ اللّه... ).(2)

1 . المائدة:75.

2 . المائدة:116.