فکر الخالد فی بیان العقائد

جعفر سبحانی تبریزی؛ ترجمه: خضر ذوالفقاری

نسخه متنی -صفحه : 425/ 338
نمايش فراداده

ثمّ قال النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ :

«أما والذي نفسي بيده لقد تدلّى العذاب على أهل نجران، ولو لاعنوني لمسخوا قردة وخنازير، ولأُضرم الوادي عليهم ناراً، ولاستأصل اللّه تعالى نجران وأهله».(1)

وعن عائشة: انّ رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ خرج ـ أي يوم المباهلة ـ وعليه مرط(2)مرجَّل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله، ثمّ جاء الحسين فأدخله، ثمّ فاطمة ثمّ علي، ثمّ قال:

( إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ).(3)

ثمّ قال الزمخشري في نهاية هذا الكلام:وفيه دليل لاشيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء ـ عليهم السَّلام ـ ،وفيه برهان على صحّة نبوّة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، لأنّه لم يرو أحد من موافق ولا مخالف أنّهم أجابوا إلى ذلك.(4)

صورة العهد النبوي لأهل نجران

بعد أن انصرف وفد نجران من المباهلة ووافقوا على دفع الجزية سألوا النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أن يكتب مقدار الجزية التي اتّفق على دفعها من قبل أهالي نجران إلى النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وأن يضمن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أمن نجران في ذلك الكتاب، فكتب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السَّلام ـ وبأمر من النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ نص الكتاب التالي:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم. هذا ما كتب النبي محمد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ رسول اللّه لنجران وحاشيتها إذا كان له عليهم حكمة في كلّ ثمرة وصفراء وبيضاء وسوداء ورقيق فأفضل عليهم وترك ذلك لهم:

1 . بحار الأنوار:21/281.

2 . كساء.

3 . الأحزاب:33.

4 . الكشاف:1/328«لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم...».