لقد ورد لفظ الإمام مع بعض مشتّقاته في القرآن الكريم اثنتا عشرة مرة: سبع منها جاء بصورة «المفرد»، وخمس منها جاء بنحو «الجمع»،وفي جميع تلك الموارد جاءت لفظة الإمام وصفاً لأشياء متعدّدة نذكرها على نحو الإجمال:
وهو الشخص الذي يتحمّل مسؤولية إمامة وقيادة مجموعة من الناس، قال سبحانه:
( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) .(1)
فتارة يكون هذا الإمام مفيداً ونافعاً للمأمومين وللتابعين كما في المثال الذي ورد في الآية الكريمة، وتارة أُخرى يكون هذا الإمام مضراً لتابعيه إلى حد يوردهم المهالك ويوقعهم في المهاوي في الدارين الدنيا والآخرة، كما يقول سبحانه:
( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ وَيَوْمَ القِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ).(2)
فالإمام بكلا مصداقيه سواء أكان إمام حقّ أم باطل لا يختصّ بهذا العالم، بل هما يتحمّلان مسؤولية الإمامة في الدارين، كما يقول سبحانه وتعالى وبصورة شاملة:( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناس بِإِمامِهِمْ... ) .(3)
ويقول في خصوص إمامة فرعون: ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النّارَ... ).(4)
قال تعالى: ( ...وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً... ).(5)
قال تعالى:( فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمام مُبين ) .(6)
ففي هذه الآية عبّر عن «الطريق» بلفظ الإمام، وذلك لأنّ المسافر يتّخذ من الطريق إماماً وهادياً له ويتبعه للوصول إلى المقصد الذي يريده.
1 . البقرة:124. 2 . القصص:41. 3 . الإسراء:71. 4 . هود:98. 5 . هود:17. 6 . الحجر:79.