قرآن فی الاسلام

محمد حسین طباطبایی؛ مترجم: السید احمد الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 201/ 165
نمايش فراداده

ويقول: انني كلام الله تعالى، ولو لم تصدقوا فليجتمع الانس والجن للاتيان بمثله، او ليأتوا بمثل ما اتى به محمد الامي الذي لم يدرس طيلة حياته ولم يقل لهم مثل ما نطق به محمد، او انظروا في هل تجدون اختلافا في اسلوبي او معارفي او احكامي.

ان هذه الاوصاف والمميزات باقية في القرآن الكريم.

اما الارشاد الى الحق والحقيقة، ففي القرآن الذي بأيدينا بيان تام للاسرار الكونية بأدق البراهين العقلية، وهو الملجأ الوحيد لدستور الحياة السعيدة الهانئة، ويدعو الإنسان بمنتهى الدقة الى الايمان طالبا خيره وحسن مآله.

واما بيان ما يحتاج اليه الإنسان في حياته، فان القرآن بنظراته الصائبة جعل التوحيد الاساس الاصلي له، واستنتج بقية المعارف الاعتقادية منه ولم يغفل في هذا عن اصغر نكتة، ثم استنتج منه الاخلاق الفاضلة وبينها بطرق واضحة جلية، ثم بين اعمال الإنسان وافعاله الفردية والاجتماعية وذكر وظائفه حسب ما تدل عليه الفطرة الإنسانية، محيلا التفاصيل الى السنة النبوية.

ومن مجموع الكتاب والسنة نستحصل على الدين الإسلامي بأبعاده البعيدة، الدين الذي حسب لكل الجهات الفردية والاجتماعية في كل الازمان والعصور حسابها الدقيق