الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحليها وكسوتها، وقسمها من يومه، وحمد الله على نصره وإعزاز دينه، فهذا حديث ثقيف.
وعن الأوزاعي: أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد وفروا أشعارهم وشواربهم وأظفارهم، فأمرهم أن يقيموا وأن يتعلموا القرآن، فأقاموا قريباً من سنة، ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) استعرضهم ففضلهم أحدهم بسورة البقرة وسورة معها، فأمّره عليهم وقال: إنك لأحدثهم، ولكني أمرتك عليهم لما فضلتهم من القرآن، فإذا صليت فصل بصلاة أصغرهم، فإن فيهم الضعيف والمملوك وذا الحاجة، وإذا خرجت ساعياً فلا تأخذن من الغنم الشافع ولا الربى ولا حرزة الرجل فإنه أحق بها، وخير منهم الجزعة والثنية، فإنها وسط من الغنم.
عن ابن عباس قال: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله، ثم دخل المسجد ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالس في أصحابه، وكان ضمام رجلاً أشعر ذا غديرتين، حتى وقف على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا ابن عبد المطلب.
فقال: محمد؟ قال: نعم.
قال: يا ابن عبد المطلب، إني سائلك ومغلظ في المسألة فلا تجدن في نفسك.
قال: لا أجد في نفسي، فسل عما بدا لك.
قال: فإني أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك، الله بعثك إلينا رسولاً؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم نعم.
قال: فأنشدك الله إلهك وإله من قبلك وإله من بعدك، الله أمرك أن نعبده وحده لا شريك له؟ وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت تعبد آباؤنا من دونه؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم نعم.
قال فأنشدك بإلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك، الله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم نعم.
قال: ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة: الزكاة والحج والصيام وشرائع الإسلام كلها، يناشده عند كل فريضة كما ناشده في التي قبلها، حتى إذا فرغ قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص، ثم انصرف إلى بعيره.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن يصدق ذوالعقيصتين يدخل الجنة.
قال: فأتى إلى بعيره فأطلق عقاله حتى قدم على قومه، فاجتمعوا إليه فكان أول ما تكلم به أن قال: بئست اللات والعزى.
قالوا: يا ضمام أتق البرص والجنون وأتق الجذام.
قال: ويلكم، إنهما والله ما يضران ولا ينفعان، إن الله قد بعث رسولاً وأنزل عليه كتاباً فاستنقذكم مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه، فو الله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلماً.
قال: يقول عبد الله بن عباس: فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة.
وعن ابن الزبير قال: قدم الأقرع بن حابس على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال أبوبكر: يا رسول الله، استعمله على قومه، وقال عمر: لا تستعملنه يا رسول الله، فتكلما حتى ارتفعت أصواتهما، فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي؟ قال: ما أردت خلافك، فنزلت: ] لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي[ (5)الآية.
قال: فكان عمر بعد ذلك إذا كلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كلمه في مسمعه حتى يستفهمه مما يخفض صوته قال: ما ذكر حينه.
وعن محمد بن الزبير قال: قدم عمرو بن الأهتم والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم على رسول الله (صلى الله