تاريخ المدينه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاريخ المدينه - نسخه متنی

محمد شيرازي

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الله قال: ] يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين[ (3).

قالوا: أفرأيت الخمر، فإنها عصير أعنابنا ولابد لنا منه؟ قال: فإن الله قد حرمها، فقال: ] يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون [ (4).

فارتفع القوم وخلا بعضهم ببعض فقال سفيان بن عبد الله: ويحكم انا نخاف إن خالفناه يوماً كيوم مكة، انطلقوا فيه فلنكافئه على ما سألناه، فأتوه (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: نعم لك ما سألت.

وقالوا: أرأيت الربّة، ماذا نصنع فيها؟ قال: (اهدموها) قالوا: هيهات، لو تعلم الربة أنك تريد هدمها قتلت أهلينا.

قال عمر: ويحك يا ابن عبد ياليل ما أحمقك، إنما الربة حجر لا يدري من عبده ممن لا يعبده، قال: إنا لم نأتك يا ابن الخطاب.

قالوا: يا رسول الله أرسل أنت فاهدمها فإنا لن نهدمها أبداً، قال: ( فسأبعث إليكم من يكفيكم هدمها) فكاتبوه فقال كنانة بن عبد ياليل: ائذن لنا قبل رسولك، ثم ابعث في آثارنا، فإني أعلم بقومي قأذن لهم وأكرمهم وحملهم، قالوا: يا رسول الله أمّر علينا رجلاً منّا، فأمّر عليهم عثمان بن أبي العاص، لما رأى من حرصه على الإسلام، وقد كان علم سوراً من القرآن قبل أن يخرج، فقال كنانة ابن عبد ياليل: إنا أعلم الناس بثقيف، فاكتموهم القضية وخوفوهم بالحرب والفناء، وأخبروهم أن محمداً سألنا أموراً أبيناها عليه، وسألنا أن نهدم اللات، ونبطل أموالنا في الربا، ونحرم الخمر والزنا.

فخرجت ثقيف حين دنا الوفد منهم يتلقونهم، فلما رأوهم قد ساروا العنق، وقطروا الإبل، وتغشوا ثيابهم كهيئة القوم قد حزنوا وكربوا ولم يرجعوا بخير، فلما رأت ثقيف ما في وجوه القوم قال بعضهم لبعض: ما جاء وفدكم بخير، ولا رجعوا به. فدخل الوفد فعمدوا إلى اللات فنزلوا عندها، واللات بيت كان بين ظهري الطائف يستر ويهدى لها الهدي، ضاهوا به بيت الله، وكانوا يعبدونها، فيقول ناس من ثقيف حين نزل الوفد إليها كأنهم لا عهد لهم برؤيتها، ورجع كل رجل منهم إلى أهله، وأتى كل رجل منهم جانبه من ثقيف فسألوه: ماذا جئتم به، وما رجعتم به؟ قالوا: أتينا رجلاً غليظاً يأخذ من أمره ما شاء، قد ظهر بالسيف وأداخ العرب، وأدان له الناس، فعرض علينا أموراً شداداً: هدم اللات وترك الأموال في الربا إلا رؤوس أموالنا، وتحريم الخمر.

قالت ثقيف: فو الله لا نقبل هذا أبداً.

فقال الوفد: فأصلحوا السلاح وتيسروا للقتال، ورموا حصنكم.

فمكث بذلك ثقيف يومين أو ثلاثة يريدون القتال، ثم ألقى الله في قلوبهم الرعب، فقالوا: والله ما لنا طاقة به، أداخ العرب كلها، فارجعوا إليه وأعطوه ما سأل وصالحوه عليه، فلما رأى الوفد أنهم قد رعبوا وخافوا واختاروا الأمن على الخوف والحرب قال الوفد: فإنا قد قاضيناه، وأعطانا ما أحببنا وشرط لنا ما أردنا، ووجدناه أتقى الناس وأوفاهم، وأرحمهم وأصدقهم، وقد بورك لنا ولكم في مسيرنا إليه، وفيما قاضيناه عليه. فانهوا القضية واقبلوا عاقبة الله. قالت ثقيف: فلم كتمتمونا هذا الحديث وغممتمونا به أشد الغم؟ قالوا: أردنا أن ينزع الله من قلوبكم نخوة الشيطان. فأسلموا مكانهم واستسلموا، ومكثوا أياماً، ثم قدمت عليهم رسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أميرهم خالد بن الوليد، وفيهم المغيرة بن شعبة، فلما قدموا عمدوا إلى اللات فهدموها.

وقد استكفت ثقيف الرجال منهم والنساء والصبيان حتى خرج العواتق من الحجال، لا ترى عامة ثقيف أنها أمهدومة، ويظنون أنها ممتنعة، فقام المغيرة بن شعبة فأخذ الكرزن وقال: لأضحكنكم من ثقيف، فضرب بالكرزن ثم سقط يرتكض، فارتج أهل المدينة بصيحة واحدة قالوا: أبعد الله المغيرة، قد قتلته الربة ـ حين رأوه ساقطاً ـ وقالوا: من شاء منكم فليتقرب وليجتهد على هدمها فو الله لا يستطاع أبداً، فوثب المغيرة فقال: قبحكم الله يا معشر ثقيف، أنما هي لكاع حجارة ومدر، فأقبلوا عافية الله وأعبدوه، ثم ضرب الباب فكسره ثم علا على سورها وعلا الرجال معه فمازالوا يهدمونها حجراً حتى سووها بالأرض، وجعل صاحب المفاتيح يقول: يا خالد، دعني أحفر أساسها، فحفروه حتى أخرجوا ترابها، وانتزعوا حليها، وأخذوا ثيابها، فبهتت ثقيف، وقالت عجوز منهم: أسلمها الرضاع وتركوا المصاع وأقبل الوفد حتى دخلوا على رسول

/ 41