عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرة الأسلمي، عن أبيه: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعثه، وأبا قتادة، ومحلم ابن جثامة سرية إلى أضم، فلقينا عامر بن الأضبط الأشجعي، فحياهم بتحية الإسلام فكف أبو قتادة و أبو حدرة، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله، فسلبه بعيراً له ومتيعاً ووطباً من لبن.فلما قدموا أخبروا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: قتلته بعد ما قال آمنت بالله؟ ونزل القرآن: [ يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة] (1).وعن خالد الحذاء عن أبي قلابة: أن جيشاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غزوا قوماً من بني تميم، فحمل على رجل منهم فقال: إني مسلم، فقتله، قال خالد: فحدثني نصر بن عاصم الليثي: أنه كان محلم بن جثامة الذي حمل على الرجل الذي قال إني مسلم فقتله، فجاء قومه وأسلموا فقالوا: يا رسول الله، إن محلم بن جثامة قتل صاحبنا بعد ما قال إني مسلم، فقال: (أقتلته بعد ما قال إني مسلم؟) فقال: يا رسول الله إنما قالها متعوذاً، فقال: (فلولا شققت عن قلبه لتعلم ذلك) قال: فكنت أعلمه، قال: (فلم قتلته؟) ثم قال: (أنا آخذ من أخذ بكتاب الله، فاقعد للقصاص)، فلما أرادوا أن يقتلوه أشتد ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان من فرسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكلم قومه فأعطاهم الدية، وأعطاهم محلم دية أخرى، فأخذوا ديتين.
سرية عبد الله بن أنيس
عن ابن شهاب قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عبد الله بن أنيس السلمي إلى سفيان بن عبد الله بن نبيح الهذلي ثم اللحياني وهو بعرنة من وراء مكة ـ أو بعرفة ـ قد أجتمع إليه الناس ليغزوا فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وأمره أن يقتله، فقال عبد الله لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما صفته يا رسول الله؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):(إذا رأيته هبته وفرقت منه). قال: ما فرقت من شيء قط.فانطلق عبد الله يتوصل بالناس ويعتزى إلى خزاعة، ويخبر من لقي أنما يريد سفيان ليكون معه، فلقي سفيان وهو ببطن عرنة وراءه الأحابيش من حاضرة مكة، قال عبد الله: فلما رأيته هبته وفرقت منه فقلت: صدق الله ورسوله، ثم كمنت حتى هدأ الناس، ثم اعتورته فقتلته، فزعموا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبر بقتله قبل قدوم عبد الله، وحكموا ـ والله أعلم ـ أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطاه عصاه، قال: (تخضر بها، أو أمسكها) فكانت ـ زعموا ـ عنده حتى أمر بها فجعلت في كفنه بين جلده و ثيابه.
سرية نخلة
كان المشركون ضربوا حول المدينة المنورة حصاراً اقتصادياً، فقابلهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمثل، وهذه السرية كانت لأجل ذلك.