عفو رسول الله (ص) - تاريخ المدينه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاريخ المدينه - نسخه متنی

محمد شيرازي

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قال يزيد: فأنا كتبت كتاب ابن عباس إلى نجدة، كتب إليه: (كتبت تسألني عن سهم ذوي القربى لمن هو؟ فهو لنا أهل البيت، وقد كان عمر دعانا إلى أن ننكح منه نساءنا، ونخدم منه عائلنا، ونقضي منه عن غارمنا فأبينا إلا أن يسلمه إلينا، فأبى ذلك فتركناه عليه، وكتبت تسألني عن النساء هل كن يحضرن مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقد كن يحضرن الحرب معه، فأما أن يضرب لهم بسهم فلا، وقد كان يرضخ لهن، وكتبت تسألني عن قتل الولدان، وتقول في كتابك: إن العالم صاحب موسى قتل الغلام ـ ولم كنت تعلم منهم ما علم ذلك العالم، ولكنك لا تعلم ـ فإجتنبهم، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نهى عن قتلهم.

وعن مجاهد في قوله: [ واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى] (2) قال: فكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وذو قرابته لا يأكلون من الصدقة شيئاً لا تحل لهم، فللنبي خمس الخمس، ولذي قرابته خمس الخمس، ولليتامى مثل ذلك، وللمساكين مثل ذلك، ولابن السبيل مثل ذلك.

وإنك لعلى خلق عظيم!! حدثنا عتبة بن أبي الصهباء، قال: سمعت محمد بن سيرين يقول: مرض عبد الله بن أُبي فاشتد مرضه فقال لابنه: إني قد اشتهيت أن ألقى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنت إن شئت جئت به.

فانطلق ابنه فقال: يا رسول الله، إن عبد الله بن أبيُّ وَجَع شَديد الوجع، ولا أظنه إلا لمآبه، وقد اشتهى أن يلقاك. فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):(نعم وكرامة) ! فانطلق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وانطلق معه نفر من أصحابه حتى دخلوا على عبد الله بن أبي فقال: أجلسوني، فأجلسوه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عبد الله، جزعاً، فقال يا رسول الله: إني لم أدعك لتؤنبني، ولكني دعوتك لترحمني.

فاغرورقت عين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم قال:حاجتك؟ قال: حاجتي إذا أنا مت أن تشهد عَليَّ وتكفنني بثلاثة أثوابٍ من ثيابك، وتمشي مع جنازتي وتصلي عليَّ.

قال: فعل ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كله، غير أني لا أدري أصلّى أم دخل القبر أم لم يدخله.

وعن سعيد بن جبير: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عاد عبد الله بن أبي فقال:يا أبا الحباب، ما أغنى عنك حب اليهود؟ فقال عبد الله: قد كان وَرَقةُ يُحبهم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن ورقة كان يحب الله ورسوله. فقال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أعطني ثوباً من ثيابك، فأعطاه ثوباً، قال: أعطني قميصك الذي يمس جلدك، فأعطاه.

وحدثنا أبو الأشهب، عن الحسن: أن عبد الله بن أُبيَّ سأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قميصه، فأعطاه إياه، فقيل: يا رسول الله، أعطيت عبد الله بن أبيَّ قميصك؟ فقال: وما يدريكم لعل الله سيدخل في الإسلام من بني الخزرج كذا وكذا عدة كثيرة.

وعن قتادة قال: صلّى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على عبد الله ابن أبيَّ، وأعطاه قميصاً من قمصه.

فقيل له: يا رسول الله، تصلي على هذا المنافق وتلبسه قميصك؟ فقال: إني لأرجو أن يسلم بقميصي ألف من بني النجار.

عفو رسول الله (ص)

وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصبرون على الأذى قال:( ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً) (3) الآية، وقال الله: ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً) (4).

وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يتأول في العفو ما أمره الله به، حتى أذن الله فيهم فلما غزا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بدراً فقتل الله به من قتل من صناديد كفار قريش، قال ابن أبيّ بن سلول ومن معه من المشركين عبدة الأوثان: هذا أمر قد توجَّه له، فبايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الإسلام وأسلموا.

وعن أسامة بن زيد قال: ركب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً حماراً بإكاف عليه قطيفة فدكية وردفه أسامة بن زيد يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، فذكر مثله إلى قوله: فرد الله ذلك

/ 41