عن بكر بن سوادة الجذامي، أن زياد بن مغنم الحضرمي حدثه: أن وفد كندة قدموا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفيهم جمد. فبينا هم عنده أقبل رجل فقال: كلمت يا رسول الله. قال: أفلح المكلومون، فخرجوا فقالوا وقالوا، فأخذت جمداً اللقوة، فأتوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: سيد الناس يا رسول الله، أدع الله له. قال: لم أكن لأفعل، ولكن حدّوا فسلة، فاقلبوا ما في عينيه أو بشفرة فأكووه بها فهي شفاؤه وإليها مصيره، الله أعلم ما قلتم حين أدبرتم فصنعوه به فبرئ.قالوا: أرأيت أكلتنا في الجاهلية؟ قال: وهي لكم حتى ينزعها الله منكم، قالوا: فديتنا، قال: ليأتين عليكم زمان ترضون بالكفاف، قالوا فنجيتنا.قال: قد جاء الله بخير منها: الإسلام، وأرتد جمد بعد ذلك، فقتل كافراً بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).قال عمرو: فحدثني كعب بن علقمة: أنهم قالوا: أتينا هذا الغلام المضيري فما سألناه شيئاً إلا أعطانا، حتى لو أردنا أن نأخذ بأذنه لفعلنا.وروى الكلبي أن وفد كندة قدموا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفيهم الجفشيش أو الخفشيش وعمرو بن أبي الكيشم وابن أبي سهر بن جبلة والأشعث بن قيس وامرؤ القيس بن عابس. فقال الجفشيش:يا رسول الله، إنا نزعم أنكم من العمور عمور كندة، فيقال: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ذاك شيء كان يقوله العباس وأبو سفيان إذا قدما عليكم. نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو أمّنا ولا ندع أبانا.وعن الأشعث بن قيس قال: أتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في نفر كندة لا يروني أفضلهم، فقلت: يا رسول الله إنا نزعم أنكم منا، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (نحن بنو النضر ابن كنانة لا نقفو أمّنا، ولا ننتفي من أبينا) قال الكلبي: فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أن لهم ريع ما أخرجت حضر موت، وقال: ارجعوا إلى بلادكم مصاحبين، واستعمل عليهم وعلى الصدقات المهاجر بن أمية بن المغيرة.