عن عكرمة قال: قدم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب مكة، فقالت لهم قريش: أنتم أهل الكتاب وأهل العلم فأخبرونا عنا وعن محمد، قالوا: ما أنتم وما محمد؟ قالوا: نحن ننحر الكوماء، ونفك العناء، ونسقي اللبن على الماء، ونسقي الحجيج، ونصل الأرحام. قالوا: فما محمد؟ قالوا صنبور، قطع أرحامنا. وأتبعه سراق الحجيج بنو غفار، فنحن أهدى سبيلاً أم محمد؟ قالوا: أنتم، فانزل الله: [ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا] (19).
خبر مسيلمة الكذاب
عن ابن أبي هلال: أنه بلغه أن مسيلمة الكذاب كتب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، سلام عليك أما بعد: فإني قد أشركت في الأمر معك وان لنا نصف الأرض ولقريش نصفها؛ ذلك بأنهم قوم يعدلون.فكتب إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فـ [ ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين] .(20) وعن ابن عباس: أن مسيلمة قدم في جيش عظيم حتى نزل في نخل(رملة) بنت الحارث، فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس معه إلا ثابت بن قيس ابن شماس في يده جريدة حتى وقف عليه، فقال: (لو أنك سألتني هذه ما أعطيتك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وهذا ثابت يجيبك عني وإني لأحسبك الذي أريت).قال: ابن عباس: فطلبت رؤيا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فحدثني أبو هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: بينا أنا نائم أريت كأن في يدي سوارين من ذهب فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان بعدي: العنسي صاحب صنعاء، ومسيلمة صاحب اليمامة.عن يزيد بن أبي حبيب قال: تنبأ في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة: مسيلمة، وامرأته، وطلحة، والأسود بن كعب، وعجرة.
التفقّه في الدين
وعن عبد الله بن مغفل المزني قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا هاجر أحد من العرب وكّل به رجلاً من الأنصار، فقال: (فقهه في الدين، وأقرئه القرآن) فهاجرت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوكل بي رجلاً من الأنصار ففقهني في الدين، وأقرأني القرآن، وكنت اغدوا عليه فأجلس ببابه حتى يخرج متى يخرج، فإذا خرج ترددت معه في حوائجه فأستقرئه القرآن، وأسأله في الدين حتى يرجع إلى بيته،