عن أبي العالية الرياحي قال: كانت خولة بنت دليج عند رجل من الأنصار، وكان ضرير البصر سيئ الخلق فقيراً، وكان طلاق الناس إذا أراد الرجل أن يفارق امرأته قال: أنت عليّ كظهر أمي، فنازعته في شيء فغضب، فقال: أنت عليّ كظهر أمي، فاحتملت عيلاً لها، أو عيلين منه، ثم أتت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في بيت عائشة، وعائشة تغسل شق رأسه، فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله، إن زوجي ضرير البصر سيئ الخلق، فقير، ولي منه عيل أو عيلان، فنازعته في شيء، فغضب، فقال: أنت عليّ كظهر أمي، ولم يرد الطلاق يا رسول الله.فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأسه فقال:(ما أعلمك إلا قد حرمت عليه) فقالت: أشكو إلى الله ما نزل بي وبأصبيتى، وتحولت عائشة إلى شق رأسه تغسله، وتحولت معها فقالت له مثل ذلك، وقال لها مثل ذلك، فقالت: أشكو إلى الله ما نزل بي وبأصبيتى، وتغير وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت لها عائشة: وراءك وراءك، فتنحت، فمكث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما هو فيه حتى إذا انقطع الوحي وعاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما كان، قال:(يا عائشة آتي امرأة) فدعتها فجاءت، فقال:اذهبي فجيئي بزوجك، فذهبت تسعى، فجاءت به كما قالت ضرير البصر سيئ الخلق فقيراً.فلما انتهى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما ) (10) إلى آخر الآية.فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أتجد رقبة تعتقها؟ قال: لا يا رسول الله، قال:( أتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟) قال: فأعتل، قال:(أفتستطيع أن تطعم ستين مسكيناً؟) قال: لا، إلا أن تعينني يا رسول الله، قال: فأعانه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصرف الطلاق إلى الظهار، قال علي(عليه السلام): يعنى أن الظهار كان طلاقهم فجعل ظهاراً.وحدثنا زهير بن حرب قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة بن الزبير قال: قالت عائشة: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، أن خولة لتشتكي زوجها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيخفى على أخبار بعض ما تقول، فأنزل الله عزوجل: ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) .(11) وحدثنا هارون بن عمر قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا خليد بن دعلج، عن قتادة قال: خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي، فإذا بامرأة برزة على ظهر الطريق، فسلم عليها عمر فردّت عليه ـ أو سلمت عليه فردّ عليها ـ ثم قالت: هيه يا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ تصارع الصبيان، فلم تذهب الأيام والليالي حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب منه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت، فبكى عمر، فقال الجارود: هيه، فقد أكثرت وأبكيت أمير المؤمنين، فقال له عمر: أو ما تعرف هذه؟ هذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع الله قولها من سمائه، فعمر والله أجدر أن يسمع لها.وعن يزيد بن زيد في قول الله: ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) (12) فقال: هي خولة بنت الصامت، كان زوجها مريضاً فدعاها فلم تجبه، ثم دعاها فلم تجبه، فقال: أنتِ عليّ مثل ظهر أمي.وعن يزيد بن زيد، عن خولة قال: كان زوجها مريضاً فدعاها ـ وكانت تصلي ـ فأبطأت عليه، فقال: أنت عليّ مثل ظهر أمي إن أنا وطئتك، فأتت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكت ذلك إليه، ولم يكن النبي