وعن عدي بن ثابت، عن أبى بردة، عن أبي موسى الأشعري قال: لقي عمر أسماء بنت عميس فقال: نعم القوم أنتم، لولا أنكم سبقتم بالهجرة، فنحن أفضل منكم. فقالت: كنتم مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم جاهلكم ويحمل راجلكم، وفررنا بديننا ولست براجعة حتى أدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فدخلَت عليه فقالت: يا رسول الله، إني لقيت عمر فقال: كذا وكذا.فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لكم هجرتكم مرتين؛ هجرتكم إلى الحبشة وهجرتكم إلى المدينة).
قصة الدرع المسروقة
عن هشام بن عروة أن ابن أبيرق الظفري كان سرق درعاً من يهودي، فأخذه اليهودي بها، فرمى به غيره، فأغضبهم ذلك فقالوا: أراد أن يعير أحسابنا، فكلموا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليقوم بعذره، فلما رجعوا من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنزل الله على رسوله(صلى الله عليه آله وسلم) فأخبره خبره : ( ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً) (13) وما ذكر فيها من الشأن.قال:( ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً _ ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليماً حكيماً _ ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً) (14) فلو أنه مات قبل منه إن شاء الله، ولكنه حمى أنفه فخرج إلى قريش، فلبث فيهم. ثم عثروا عليه قد سرق ثياب الكعبة فقدموه فقتلوه.وعن قتادة بن النعمان قال: كان أهل بيت منا يقال لهم: بنو أبيرق بشير وبشر ومبشر، وكان مبشر رجلاً منافقاً، وكان يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم ينحله بعض العرب، ثم يقول: قال فلان كذا، وقال فلان كذا، فإذا سمع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك الشعر قالوا: والله ما يقول هذا الشعر إلا هذا الرجل الخبيث فقال: أو كلما قال الرجال قصيدة أضموا وقالوا: ابن الأبيرق قالها؟ قال: وكانوا أهل بيت فاقة وحاجة في الجاهلية والإسلام، وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير، فكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافحة من الشام بالدرمك ابتاع الرجل منها فخص به نفسه، فأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير، فقدمت ضافحة من الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملاً من الدرمك فجعله في مشربة له، وفي المشربة سلاح له: درعان وسيفاهما وما يصلحهما، فعدى عليه من تحت الليل فنقبت المشربة فأخذ الطعام والسلاح، فلما أتاني عمي رفاعة قال: ابن أخي، تعلم أنه قد عدى علينا من ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا فذهب بطعامنا وسلاحنا؟ قال: فتحسسنا في الدار وسألنا، فقالوا: قد رأينا بني أبيرق قد استوقدوا في هذه الليلة، ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم، قال: وقد كان بنو أبيرق قالوا: ـ ونحن نسأل في الدار ـ: والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل؛ رجل منا له صلاح و إسلام، فلما سمع ذلك لبيد اخترط سيفه وقال: أنا أسرق !! والله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبين هذه السرقة، قالوا: إليك عنا أيها الرجل، فو الله ما أنت بصاحبها،